![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() مهلا ... قطعتم عنق الرئيس المكلا اليوم / كتب / منصور باوادي2010/4/24 في وقتنا الحاضر كثرت المضحكات المبكيات التي تعكس ثقافة يقتات عليها بعض الناس ويترزقون ويتخذونها فرصة على حد المقولة الشائعة ( الفرصة تأتيك في العمر مرتين ) فأصبحوا يترقبون كل مناسبة تلوح تصدوا لها يقطعون طريقها ليستأثروا بها ويفوزوا وفي زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لحضرموت رأيت العجب العجاب , دائما تجد أصحاب فرصة العمر هذه بعضهم قد تكون الأولى في حقهم , وبعضهم الثانية , وبعضهم قد تجاوز المئات المرات على اعتبار أن العدد في المقولة السابقة ليس للحصر, ويستبدلون هذه المقولة ببيت الشعر: إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين مع الاعتذار للشماخ وعرابة الأوسي . فهذا شاعر لا يجيد الشعر إلا في المنصة وفي مدح الرئيس وهذا واعظ ينتقي الأحاديث والآيات كأنما هي نزلت عليه , وآخر لا يعر ف من ثوب الوطنية إلا ما كان على مقاس الرئيس , وثاني وثالث ورابع..., حتى أصبحنا ندعو الله عز وجل أن يجنبنا زيارة الرئيس حتى لا نرى وجوه المداحين المتزلفين الذين لا يظهرون إلا مع كل زيارة . ولا أظن أن الرئيس بهذه الدرجة من الغباء عندما رأيناه يوزع الهبات هنا وهناك بالملايين والدرجات والمشاريع المليارية وغيرها , فهو رجل قد عركته الأيام ومحصته السنون وأصبحت عنده خبرة واسعة في استمالة الناس أو على أقل تقدير في كسب إعجاب الحاضرين حتى أصبح عدد التصفيق في اللقاء أكثر بكثير من عدد الكلمات والمداخلات. وأنا لست ضد مدح الرئيس والثناء عليه ولكن ضد هذه الثقافة التي لم نجني منها إلا لقاءات حارة ومشاعر جياشة وعاطفة متفجرة سرعان ما تذبل بانتهاء اللقاء . هذه الحدث ذكرني بحدث ذكره الشيخ كشك رحمه الله في مذكراته عن جمال عبد الناصر قال: " كيف استطاع ذلك النظام أن يجعل من الناس دما يشدها بخيط واحد ؟! وكيف استطاع كما قال أن ينيم الناس, ويوقظهم كأنه يضغط على زر ؟! وكيف استخف قومه فأطاعوه حتى جاء اليوم الذي وقف فيه الملهم بعد أن أصيب بانفصال الوحدة بين مصر وسوريا وقف بين شرذمة من المصفقين يقول: " لقد أمرت السفن أن تتحرك لضرب سوريا" فالتهبت الأكف بالتصفيق, وعلا الهتاف "بالروح .. بالدم .. نفديك يا جمال .. أضرب .. اضرب يا جمال .. أدب .. أدب يا جمال . حتى بحت الحناجر وكأنهم يلبون في عرفات, يسألون الله المغفرة والرحمة يسبحون ويحمدون ويكبرون ويهللون وبعد أن خشعت الأصوات للزعيم قال: " لكني رأيت أن السلاح العربي, لا يوجه إلى صدر العربي " وصاحت الهتافات تدوي وتشق عناء السماء: عاش رجل السلام .. عاش ر جل العزة والكرامة .. عاش ر جل الحرية .. من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر .. لبيك عبد الناصر . وعجب الناس وأكبر ظني أنه هو نفسه كان يسخر من تلك العقول .. وهذه الأشباح , لمن كان الهتاف الأول ؟ ولمن كان الهتاف الثاني ؟ ولكل منهما موضوع يناقض الآخر !! الحق أننا نعيش في عجب ) ص150 كنت ومثلي كثير يؤمل على مثل تلك اللقاءات, ويترقب منها ما يترقبه الظمآن لقطرات الماء , ولكن كانت مخيبة للآمال. عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدت أطير فما رأينا إلا إفراط في الثناء والمدح والتمجيد والتصفيق وكأن الأمة لم تزق بقائد ملهم كقائدنا , ووعود قد مللنا من سماعها توزع في نشوة كأننا في جلسة قات لا تعدوا كونها من ضمن مسكنات الصداع ( الباندول) . وعلى الفائزين بالوعود التشمير وعد العدة والخوض في دهاليز هذه الوعود لينالوا بغيتهم. وربما حديثي هذا لا يعجب بعض الناس ولا يمدحونه,وربما يرونه يحمل تحاملا على الرئيس وأنه بعيد كل البعد عن الواقع , ولكن الحقيقة أن من يعرف الدولة اليمنية وتركيبتها المختزلة في شخصية واحدة, ويرى واقع المواطن اليمني وحاله يعطيني على أقل تقدير نسبة من الصحة . وأثناء المتابعة للقاء تتابعت وتوالت على مخيلتي مواقف قرأتها من فترة لصنف من الناس اتخذ هذا السبيل طريقا للترزق مع الفارق نوعا ما , منها قول ذلك الشاعر الذي دخل على الحاكم ذات يوم فقال له: ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار وقال أحد المنافقين ذات يوم لجمال عبد الناصر: بشراي إن صلاح الدين قد عاد وأصبحت هذه الأيام أعياد أجمال ما لك من بين الأنام أخ في الشرق والغرب ممن ينطق الضاد لو كان يعبد من بين الأنام فتى كنا لشخصك دون الناس عبادا ووقف أحد المدر سين أمام السادات قائلا : " إن في خلق السموات والسادات لآيات لأولي الألباب" ثم أضاف قائلا : لقد منح الله سيدة مصر الأولى نصف الجمال, وقسم النصف الآخر على نساء العلمين" وقدم أحد أعضاء مجلس الشعب اقتراحا بأن يطلق على السادات لقب " سادس الخلفاء الراشدين" وانتقلت العدوى العربية لتمجيد الحكام والإفراط في مدحهم طلبا لمنصب أو مال إلى بعض الغربيين وهو من كبار المسئولين في أمريكا في خطاب ألقاه في إحدى المؤتمرات: " إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام اختص منها يوما خلق فيه المسيح بن مريم وأنور السادات" وطلب السادات أن ينشر هذا في الصحف المصرية . ومن طبيعة النفس البشرية أنها تزهو وتتعاظم عند المدح ويولد هذا شعورا بالتعالي والترفع فيصدق المسكين كحال السادات أن كل إطراء قيل قد حوته شخصيته وهنا تكون الطامة الكبرى . إن الحكام بشر ويدخلون في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ويلك ، قطعت عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك ) . مرارا ، ثم قال : ( من كان منكم مادحا أخاه لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، أحسبه كذا وكذا ، إن كان يعلم ذلك منه ) . الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث , صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2662 ويدخل هؤلاء المداحون المقتاتون على تجارة المدح في قول المقداد بن الأسود قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب) صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3002 وعن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كنا قعودا عند عمر بن الخطاب ، فدخل عليه رجل فسلم عليه ، فأثنى عليه رجل من القوم في وجهه ، فقال عمر : عقرت الرجل عقرك الله ، تثني عليه في وجهه في دينه ) مصنف ابن أبي شيبة , وعن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم قال : سمعت عمر يقول : المدح الذبح مصنف ابن أبي شيبة. ولا غرابة بعد ذلك أن يظهر الكرم والعفو وتوزيع الهبات هنا هناك, وفي ظني أنها استثمار للموقف فقط, لأنه وحسب معرفتي البسيطة أن المشاريع لا بد لها من دراسة وافية وتأني وخاصة في بلد يعد أحد الدول الفاشلة, وأنصح أخواني الذين ألهبوا أكفهم تصفيقا عند كل "همسة " عفوا " كلمة " قالها الرئيس أن لا يفرطوا في الأمل والتفاؤل . تعليقات القراء عدد التعليقات : 1 د.نائف (دمشق) 4/24/2010 عين الصواب ليس مدحاً لك اخي لكن المقالة اوضحت حال شعبنا اما انه وصنا بالفشل الى الانانية وشخصنة المطالب او ان اللقاءات كلها تركب وتفصل في المكاتب الامنية في صنعاء لغاية في نفس يعقوب..... شكرا على المقاله |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|