توفي في سجن صنعاء استغله مسؤولون في تزوير عملات أجنبية لشراء ذمم قيادات عسكرية جنوبية

[حد من الوادي]

وفاة مليونير كاميروني في سجن بصنعاء والإفراج عن 4 بعد 16 عاماً من اعتقالهم
استغله مسؤولون في تزوير عملات أجنبية لشراء ذمم قيادات عسكرية جنوبية إبان أزمة 1993 بين شريكي الحكم

المصدر أونلاين - خاص

انتهت قضية 5 مواطنين كاميرونيين بعد اعتقال دام نحو 16 عاماً في سجون الأمن السياسي بالعاصمة اليمنية صنعاء بالإفراج عن 4 والإعلان عن وفاة الخامس.

وقالت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) إنها تلقت اتصالاً من المفرج عنهم يفيد بإطلاق سراحهم، ووصولهم إلى بلادهم الكاميرون، وأن المليونير الكاميروني دونسيان توفي داخل السجن قبل نحو 3 أشهر.

وطالبت منظمة هود بالتحقيق في أسباب وفاة دونسيان، وتشريح الجثة لمعرفة ما إذا كان هناك سبب جنائي في وفاته، والتحقيق في جريمة الاعتقال التعسفي الذي تعرض له المواطنين الكاميرونيين.

وحسب معلومات حصل عليها المصدر أونلاين، فقد بدأت قصة الكاميرونيين بقدوم دونسيان إلى اليمن على متن طائرة خاصة مع 3 مرافقين، لعقد صفقات مع مسؤولين في الدولة لبيعهم عملات أجنبية مزورة في بداية التسعينات.

وقال مصدر مطلع لـ"المصدر أونلاين" إن المسؤولين استخدموا العملات المزورة لشراء ذمم قيادات عسكرية جنوبية إبان الأزمة السياسية عامي 1993 و1994 بين شريكي الحكم آنذاك (المؤتمر والاشتراكي).

وبدأ دونسيان عمله في تزوير العملات، لكن خلافات مالية قادته ومرافقيه إلى سجن جهاز الأمن السياسي (المخابرات) يوم 15/3/1995، أي بعد انتهاء الأزمة بين شريكي الحكم في اليمن، بعدما فرضت ما كانت تسمى بـ"قوات الشرعية" السيطرة على البلاد. حينها كان دور دونسيان قد انتهى.

بالمصادفة، كان أحد أقرباء دونسيان، ويعمل محامياً، متواجداً في فندق الشيراتون بصنعاء لأعمال خاصة، فاستغل دونسيان ذلك في تهديد الأمن، لكنهم أرسلوا وحدة خاصة للقبض على المحامي، وزج به في السجن مع رفقاء بلده.

وبعد عشر سنوات من اعتقالهم استطاع المعتقلون إرسال استغاثة إلى منظمة هود، التي التقطت الخيط لتحولها إلى حملة للإفراج عنهم، حيث أرسلت رسائل إلى النائب العام ومجلس النواب تحكي قصة 5 معتقلين يعيشون في سجن الأمن السياسي منذ 1995 بدون محاكمة، وفي وضع مخالف للقانون. بحسب ما قاله المحامي عبدالرحمن برمان الناشط في المنظمة.
بعدها، استدعى مجلس النواب برئاسة الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وزير الداخلية آنذاك رشاد العليمي لاستجوابه حول القضية.

حضر العليمي في جلسة يوم 17/9/2005 ليقول إن المعتقلين متورطين في قضية غسيل أموال، وأن أوراقهم ستحال إلى النيابة لبدء محاكمتهم، إلا أن ذلك لم يتم.

واستمر اعتقالهم تحت ظروف غير إنسانية، حيث اعتقلوا في زنازين انفرادية لسبع سنوات، بينما كانت قيادات في جهاز الأمن السياسي تحاول إقناعهم بصفقة للإفراج عنهم مقابل السكوت عن قضيتهم، إلا أن المحامي المعتقل كان يهددهم باللجوء إلى محاكم دولية لمقاضاة الحكومة اليمنية.

ولم يعرف مصير الطائرة الخاصة التي أقلت دونسيان، حيث ظلت واقفة في مطار صنعاء لمدة طويلة.

وقال المحامي عبدالرحمن برمان لـ"المصدر أونلاين" إن دونسيان توفي قبل نحو 3 أشهر في عيادة بالسجن المركزي بصنعاء، حيث نقل إليها قبل أسابيع من وفاته، بينما لا تزال أسباب الوفاة غامضة.

وأضاف أن جثة دونسيان تقبع حالياً في ثلاجة إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء.

وأشار إلى أنه تم الإفراج عن الأربعة الآخرين يوم الخميس قبل الفائت، بنقلهم إلى دبي ثم إلى الكاميرون تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي، حيث أجروا اتصالاً هاتفياً مع منظمة هود يفيد بإطلاق سراحهم