![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() تأملات في جسد الوطن " شعب ميت " 2011/01/12 الساعة 17:38:36 عفراء الحريري في ظل تأملاتي لأوجاع هذا الوطن ، وجدت بأن الفساد أصبح وبات وأمسى ودام سرطان يستشري في كل جسد هذا الوطن شمالا وجنوبا ، لم تعد المصيبة تخص جزء لوحده منفصلا أو موحدا من اليمن أو قبيلة أو فئة أو شريحة أو طبقة أو عائلة أو مواطن / مواطنه لوحده / لوحدها ، لوحدهم ..، أنه ينتشر في كل خلاياه دون رداع أو خوف أو مهابة من أحد ، يتحدى جميع القواعد الدستورية والقانونية والمواثيق الدولية والشريعة الإسلامية ، يتعدى ويعتدي على المبادئ والقيم و الأخلاق ويتجاوز هيبة القضاء ولا يخشى الله ..مزري هو حال هذا الوطن ومؤلم هو وضع ذلك الكائن الذي لم يعد يبحث سوى عن قوت يومه وما يسد رمقه لا غير، فلا يهتم بأرض وبحرو ساحل وجبل وتل وشجر وعشب ينهب من تحته وفوقه وبين أقدامه ويديه ؟! ولا يكثرت لحقوقه المستباحة ، ولا يبالي للعرض والعار والشرف ومنظومة الأخلاق التي تتهاوى أمامه في اليوم كل لحظة من الشمال إلى الجنوب ، من الشرق إلى الغرب على كل مفاصل جغرافيا الوطن ، في كل مفاصل هذه الاتجاهات تجد الفساد مستوطنا كفرد منا ونسبه وأصله وفصله وجذوره متشعبة فينا وفي علاقاته مرتبطا بنا كجد وأب وعم وخال وأخ وأبن وحفيد ، فرق القبيلة ، هدم المدنية ، حطم الضمائر، مزق الحس الإنساني ، لم يترك شيء حتى الأخلاق أجبرها على السقوط .وفي ظلال التأملات وجدت بأن الفقر و الإرهاب والحراك ليس لهم علاقة بأوجاع الوطن وألم الكائن الذي يحيا فيه ، لان وحده سرطان الفساد لم يسمح لعلاج الفقر أن يأخذ وقته ليتم الشفاء ، وترك لشماعة الإرهاب أن تبيح فضاء الوطن لطائرات بدون طيار وللأساطيل البحرية الأجنبية أن تنخر البحر ومحيطه دون رقيب أو حسيب ، ووطد تعاطف الغير والآخر مع الحراك ، ولان الفساد سرطان توسعت دائرة الفقر، وتفننت القوى الأجنبية في اعتد ائتها على الكائنات الناطقة في مناطق مختلفة ، وتوغل التجسس ليشتت الحراك ..، تأملت مليا بمآقي مليئة بالدمع وقلب ينزف بالدم بحثا عن معارضة قوية من أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع " الأحزاب ، المنظمات ، المساجد ، الأعلام ، هيئة مكافحة الفساد ، شخصيات ، شخوص ، أطياف...الخ " ترفض ، تقاوم ، تصرخ ، تثور، لم أجد سوى أجساد خاوية تلهث وراء ما سيغدق عليها الفساد من فتات يسد رمق يومها دون أن تبصر وترى بأن الغذ " بكرة الآتي " سيء ، مظلم ، رتيب ، تعيس ، وبأن الكائنات القادمة من الأجيال سوف تعيش بلا هوية انتماء لهذا الوطن ، وستتكاثر الطيور المهاجرة ممن تمتلك جزء من العقل المبدع أن وجد ؟! وممن تختزن حفنة من الإحساس بالكرامة ؟! حتى أنا لم أعد أستطيع الصراخ ، لان صدأ صوتي يرد إلي ، فاكتفيت بالتأمل لأوجاع هذا الوطن وأدركت ما هو الفرق بيننا وبينهم ، بيننا وبين العالم ؟ إذ وحدها الشعوب الميتة تفتقد الإحساس للعلاج بالكيميائي كي تشفى ولو بقدر يسير من الشفاء ، ووحدها الشعوب الميتة مستحيل أن تشعر بألم السرطان .. الناشطة الحقوقية : المحامية / عفراء الحريري |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|