الغنوشي والمنبزع .. والمشترك

[جنوبي عربي الى الابد]

الغنوشي والمنبزع .. والمشترك



اعصار الثوره عندما يبدأ فانه لا يتوقف بل يقتلع كل ما يعترض طريقه ..وكل ثوره يجب ان تمتلك
برنامجها واسترايجيتها وتكتيكاتها ، ويجب ان تكون تلك الاستراتيجيه واضحه تعكسها في أدبياتها
وان تكون موحده في خطابها السياسي والاعلامي اليومي حتى تحصن مسيرتها وتضمن بلوغ اهدافها
وفقاً لرؤيه واضحه لا لبس فيها وغير قابله للتفسيرات او التاويلات في غير ماتعنيه او ما يخالف اهدافها
الواضحه والمعلنه وفي مجرى النضال اليومي ويجب ان تفرز قياداتها وكوادرها التي يركن اليها
والتي تظل متمسكه بكل قوه بهذه الاستراتيجيه وتمارس من التكتيكات مايخدم تلك الاستراتيجيه , والا فانها
ستظل قابله للاختراق وسيسعى الانتهازيون والمتسلقون بكل الوسائل للوصول الى قلبها واختطاف قرارها
وتغيير وجهتها وقد حدث ذلك كثيراً في التاريخ وتقدم لصوص الثورات الصفوف واصبح اواخر القوم اوائلها
حدث ذلك في الجزائر والجنوب العربي والجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهورية التونسية سنة 1965م
واليوم يراد للتاريخ في تونس ان يكرر نفسه! في لحظة غفلة من الزمن والناس . وان يقطف ثمار تضحيات
ومعاناة شعب بكامله مجموعه من المرتبطين بمؤسسات الحكم البائد. فقد تم ذلك على مرأى من صناع الثوره
الذين لازالو يفكرون فقط في كسر حاجز الخوف و في كيفية التخلص من بطش النظام وارهابه .ولم يتفرغوا بعد
لاجتثاث مؤسسات النظام واذا برموزه تطل برؤوسها من اعلى هرم السلطه! وتباشر باصدار المراسيم
لاعادة هيكلة المؤسسه الحاكمه مع تغيير فقط لمواقعها وليس لمبادئها! وبالقدر نفسه هناك من يتسلل عرضاً
الى بهو الثوره ويركب موجتها .بل ويتصدر الجلوس في صفوفها بكل وقاحه!هؤلاء لا يقلون خطراً عن فئة الحكم
واذا ماقدر لهؤلاء ان يتحكموا بقرار الثوره فان وجهتها حتما ستتغير واهدافها ستجهض وسياتون بهوامير اكثر غلاظة
وليس امام الشعب التونسي الا مواصلة الثوره حتى سقوط كل قلاع الطاغوت واجتثاث مؤسسات النظام وكنس كل رموزه
والتأسيس لعهد جديد يسوده العدل والمساوه والقانون وحرية الاختيار والتعبير بعيدا عن الظلم والتهميش او الاقصاء.

ومايهمنا نحن كجنوبيين من هذا السرد هو هل سناخذ العبر ه ونستوعب الدرس ونحتاط لما يخطط من حولنا
ولما يدور من مؤامرات لاتقل شراسة وخطرا عما يحدث اليوم للثوره التونسيه ؟؟
ان هناك قوى داخليه وخارجيه تتربص لاجهاض منجزات الثوره السلميه الجنوبيه بداءاً بملحمة التصالح والتسامح
ومروراً بمكونات الثوره السلميه. والحرب الشرسه والخفيه لتقسيم مكونات الثوره السلميه والسعي الدؤوب لتشظيها
واضعافها وتفتيتها حتى يسهل اختطاف قرارها وحرف وجهتها.وانتهاءاً بحلها حتى تصبح الطريق سالكه لمشروع
اليمننه الذي تلتقي في امانيه السلطه مع مايسمى بالمعارضه. وما زيارة السيده هيلاري كلينتون وزيرة الخارجيه الامريكيه
نظام صنعاء لساعات فقط ، والتقائها بالسلطه والمعارضه الا في اطار الدعم لمشروعهم الواحد ، وتحقيق صفقه تحفظ ماء
وجه سلطة الاحتلال اليمني وتحقق انانية المعارضه اليمنيه ومصالحها الخاصه . كما ان مظاهرات الاستعراض
في صنعاء والمطالبه برحيل الديكتاتور علي عبدالله صالح ليست الا من قبيل الوخز بالابر الصينيه التي هي
علاجاً وليست ألماً للنظام ! واظهار بان المعارضه تقف على النقيض للنظام مجرد مسرحية لذر الرماد في عيون البسطاء
الذين هم آخر اولويات المعارضه اليمنيه .هذه المعارضه التي تبرأ منها شيطان المعاصي واعيته لكثرة معاصيها!
اذ لاتشبهها معارضه في العالم فلا يعرف العالم ان هناك معارضه تحكم مع النظام الا في ما يسمى بيمن الحكمه !
ولا يعرف نظام حكم في العالم تجمعه اهداف مشتركه مع معارضته الا في يمن الحكمه! ولا تعرف معارضه تشرع
لنظام حاكم وتشرعن له الا في ما يسمى باليمن !
ان اوجه الشبه كثيره بين(نظام بن علي ونظام علي) وبين دور الغنوشي ومنبزع ودور المشترك ! فكلا
الدورين مكمل للاخر وكلا الدورين مرسوم ومخطط للعبه!ودليلنا على ذلك بان النظام اليمني بدأ بالتلويح
بابرام صفقه مع مايسمى بالمعارضه المتمثله باحزاب اللقاء المشترك والتي أتت إنعكاسا لما حدث لبن علي
في تونس خاصه وأن الحزب الحاكم قد سبق وأن هدد بالذهاب الى الانتخابات منفردا وستثبت الايام صحة
مانراه ونكاد نلمسه بايدينا .




الدكتور يوسف خالد
20 يناير 2011م

[جنوبي عربي الى الابد]

تحيه بحجم وطننا العظيم الجنوب العربي للدكتور يوسف خالد على ماجاء في موضوعه

نتمنى من القيادات والقواعد في ثورتنا السلميه في الداخل والخارج الاستفاده من حكمة هذا الرجل الفذ.