![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() عدن .. المحطة الساخنة المقبلة (جنوبا) 2011/01/28 الساعة 17:58:57 عبد الرحمن احمد عبده لا ربيع آت إليها وصيفها الحار قد يحل مبكرا بكل ما أُوتيت من وسيلة تعمل السلطات على ألا تبدي مدينة عدن أي مظهر احتجاجي مهما كان حجمه أو طبيعته أو دوافعه، حفاظاً على صورة تريد السلطات تجسيدها وترويجها لتثبت حضورها في المدينة الأهم (جنوباً) وإزالة أي تشويش قد يعطي صورة غير تلك التي تريدها السلطات وتقول فيها أن (الأمن مستتب والوضع تحت السيطرة).. لكن حقيقة الأمر إن هذا الجزء من البلاد هو ترمومتر من نوع خاص، عليه يمكن قياس درجة حرارة وسخونة الأوضاع ، إلا أن عوامل عديدة تحجب النظر إلى مستوى ارتفاع الزئبق في هذا الترمومتر، لعل أهمها القبضة الأمنية والعسكرية المحيطة والمتمركزة في المدينة والتي تعززت مؤخراً بحجة حماية (خليجي عشرين). قد لا تبدو سخونة الأوضاع والمواقف ظاهرة للعيان في عدن ولكن وراء الأكمة ما ورائها وتحت الرماد ما تحته ، وكل ما يحدث في البلاد عموماً يجد تعبيره في عدن بصور مختلفة في مواقف وآراء وسلوكيات، وتعزيز لعوامل تصنع حراك قادم تبدو ملامحه واضحة من الآن، لا تغذيه مواقف الناس هنا فقط ، بل أكبر من يمده بمسببات النمو تصرفات السلطات والنماذج التي تقدمها هيئاتها وأفرادها في شتى الجوانب وفي أكثر من مكان وعلى مستوى جبهات الحياة المعيشية والأمنية والتعليمية والخدماتية. حالة من التذمر والتململ تتعزز لدى الناس هنا ، لم تستطع فرحة وبهرجة وأنوار خليجي عشرين أن تُسكنها إلا مؤقتاً ، فسقوط هيبة الدولة وتراجع دورها أصبح بادياً للعيان ، في ظل عدم اعتراف السلطات بهذا الحال ، والانفلات الأمني تتعدد صوره مؤخراً وتتمثل في خروج وتمرد سببه الأول والأكبر غياب دور الهيئات الرسمية وفساد رجالاتها ، حتى بات قسم الشرطة يخشاه المواطن ولا يمثل مكاناً آمناً يلجأ إليه للشكوى ، فحق العسكري أول ما يقابله والابتزاز له بالمرصاد ، حتى غدا الكثيرون يتجنبون الشكوى إلى الأقسام حتى وأن تعرضوا لضيم أو اجحاف أو اعتداء، وبعضهم لا يتوانى – بعد ذلك - في أخذ حقه بيده . ما يحفظ للمدينة وأهلها وسكانها التماسك والحفاظ على قدر من التعامل برقي ، هي (المدنية) التي عرفت بها عدن ، ويتجلى ذلك بالسلوك المسالم والتعبير عن المواقف بصورة لائقة ، لكن هذه الصورة لا نجدها وسط شباب جزء منه متذمر غارق في تعاطي القات والشمة والسجائر ، ومثقفون انكفوا على أنفسهم في المنتديات ونشطاء سياسيون يكتمون مواقفهم وآرائهم في ظل غياب الساحة الممكنة للتعبير عنها وأساتذة جامعة – كما هو الحال في جامعة عدن – جزء كبير منهم ركنوا إلى الاحباط والسكوت وجزء يتذمر وجزء لا يتوانى في تسخير نفسه لخدمة الحاكم وتحويل الجامعة لمنبر يمجده ويشتم المعارضة. والحديث عن جوانب أخرى في حياة الناس يطول إذا ما تناولنا حال التعليم والاستثمار والصحة وغيرها في وقت تقدم السلطات ومنها المحلية صورة زاهية لمدينة عدن الجميلة المسالمة، في حين يغفلون ويتغافلون عن عوامل عديدة تمهد مدينة عدن لتكون المحطة الساخنة المقبلة في الجنوب. شواهد عديدة يمكن أن نلحظها كمؤشرات لانفلات أمني قد يتوسع ويصعب بعدها السيطرة عليه ، يصاحبه فساد استشرى ويستشري في مكونات الهيئات الرسمية المعنية بأمور المواطنين ، وفي وقت ترتكب السلطات الأمنية الكثير من الحماقات في مواجهة أية حالات طارئة تنشأ نتيجة مخالفات أو احتكاكات مع المواطنين ولعل حادثة حي الطويلة في كريتر نموذج صارخ لها ، كما أن تزايد الاشتباكات مع (مسلحين) تلقي بظلالها على السكينة وفي الوقت نفسه تبرز علامات استفهام حول ما يجري ، فصدامات قوات الأمن ليلاً مع (مسلحين) تخلف الضحايا من بين صفوف المواطنين فقط ، وبعدها لا نجد من يفسر لنا ما الذي حدث بالضبط ! ومن الشواهد التي تؤكد إن مآل الأمور إلى سخونة مقبلة في شتاء دافىء تمتاز به عدن بعض ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية : • تحول تشييع المواطن نجيب عبدالستار – الأحد الماضي – الذي لقي مصرعه مطلع شهر يناير إلى تظاهرة أصطدمت برجال الأمن الذين اعتقلوا عدد من المتظاهرين ، ورفع أعلام وشعارات تشطيرية . • استمرار الاشتباكات الليلية بين (مسلحين) وقوات الأمن في مديرية خور مكسر وتحديداً في حي السعادة الذي تحول رمز لسوء قوات الأمن من جهة ومعبر عن تذمر وتمرد المواطنين على خلفية مقتل أحد مواطني الحي (درويش) الذي لقي مصرعه في سجن الأمن قبل أشهر وتحولت قضيته إلى ممتسك لقوى الحراك الجنوبي بعد أن عجزت السلطة المحلية والأمنية عن معالجة القضية مبكراً ولجؤها إلى أساليب تبتعد عن القضاء والحلول المدنية ، الأمر الذي فاقم القضية وجعلها مبعث للتمرد. • حي صلاح الدين في مديرية البريقة ، كان وما زال مسرحاً لتعبر مكونات الحراك الجنوبي أو بعضها عن تواجدها بمظاهرات احتجاجية مستمرة ، ما أن تتوقف حتي تعود من جديد. في أحايين كثيرة تبدو عدن الجميلة هادئة وساكنة ، لكن حالة من التذمر وانتشار لثقافة التمرد تبدو واضحة في تجليات المشهد العام للمدينة وساكنيها وهي ردات فعل لغياب شبه تام للسلطات في مجابهة مسؤولياتها تجاه المواطنين وحالة موت سريري لهيئات يفترض أنها تشتغل على حاجات المواطنين حتى في اتجاه الثقافة والترفيه. ما زال شتاء عدن دافئاً وكثير من عوامل التفجر في بيات شتوي والربيع في قياس المناخ قريب إلا أن المؤشرات لا تقول إنه آت ، بل لعل الصيف الحار قد يحل مبكراً ، فهل بمقدور المعنيين في السلطات المحلية والأمنية أن يستفيقوا وينحوا مصالحهم جانباً ، ليلتفتوا الى ما يعتمل في جوف المدينة . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|