![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() على ماذا يراهن الرئيس؟! 07/02/2011 أسامة غالب-نيوزيمن:* حتى الآن.. يبدو أن الرئيس علي عبدالله صالح غير قادر على استيعاب الدرس من تونس ومصر، فلا زال يعاند ويكابر ويناور ظناً منه بأن التكتيكات التي أجاد استخدامها في الماضي قادرة على الصمود في وجه العاصفة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط اليوم.. نهاية الأسبوع قال رئيس الجمهورية لمن أسماهم ممثلي الأمة في مجلسي النواب والشورى أنه استطاع أن يبلور مبادرة لنزع فتيل الأزمة القائمة في البلد، وحاول جاهداً، في خطاب وصفه إعلام سلطته بالهام، الظهور بمظهر المستوعب للدرس "سأقدم تنازلات تلو التنازلات لمصلحة الوطن" لكن الواقع كان يقول عكس ذلك تماماً، وأظهره بمظهر المتحايل لكل ما يجري حوله.. ففي الوقت الذي كان يتحدث عن فتح السجل الانتخابي تمهيداً لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، كانت لجنته العليا للانتخابات التي شكلها من القضاة تقول أنها اجتمعت لمناقشة تقرير تفصيلي حول نتائج عملية تصحيح جداول الناخبين.. وفي الوقت الذي كان الرئيس يحذر من صب الزيت على النار، كانت مجاميع مسلحة تابعة له تنصب الخيام على بعد أمتار من مكان إلقاء الخطاب استباقاً لمهرجان للمعارضة الذي كان مقرراً إقامته بميدان التحرير بالعاصمة، ولولا تغيير المعارضة لمكان مهرجانهم تفادياً للعنف لكان حزب الرئيس دشن مجزرة.. المشترك أدرك أن السلطة تريد التضحية بعدد من المواطنين لردع كل من تسول له نفسه النزول إلى الشارع، ويبدو أنها كانت جاهزة لهذا السيناريو المخيف، وهذا ما يفهم من حديث الرئيس عندما قال "لكل مواطن من أبناء الشعب اليمني حق الدفاع المشروع عن ماله وعرضه" وهي دعوة صريحة للعنف، لو صدرت من رئيس في أمريكا أو اوروبا لحوسب عليها حسابا عسيرا.. ومن مؤشرات التصعيد الرسمي دعوة الرئيس أحزاب المشترك إلى تجميد الاعتصامات والمسيرات، وفي اليوم التالي خرج حزبه بمظاهرة، وهل يعقل بأن حزبه لم يستجب لدعوته؟! عموماً لا جديد في خطاب الرئيس سوى اعترافه الضمني بأنه وراء فشل الحوارات السياسية السابقة "لن أكون مصراً على العناد مهما كانت الظروف"، أما إعلان رفضه للتمديد أو التوريث أو تصفير العداد فقد سبق أن قاله، وإعادته الآن محاولة لكسب الوقت وامتصاص غضب الشارع ومجرد انحناء للعاصفة، فهو يعلم أن عام 2013م سيأتي وقد حدثت أشياء كثيرة وسيعد العدة لإخراج مظاهرات إكمال المشوار كما حدث 2006م، فلا ضمانات حقيقية للوفاء بذلك، وكم يا وعود وعهود ذهبت أدراج الرياح، ألم يقل أنه سيقضي على الفقر والبطالة خلال عامين وسيولد الكهرباء بالنووي؟! كان يفترض بالرئيس أن يتخذ خطوات فعلية للإصلاح من قبيل إبعاد أبنائه وأقاربه عن المناصب العسكرية والمؤسسات الإيرادية، وإقالة حكومة مجور وتشكيل حكومة قادرة على معالجة الأوضاع الاقتصادية، وحل اللجنة العليا للانتخابات، وإلغاء صفقة الغاز المسال، ومحاسبة الفاسدين وهكذا خطوات يلمسها المواطن أما الوعود المطاطية فقد سئم الناس منها.. الإصلاحات الحقيقية هي التي يجب أن يراهن عليها الرئيس فقط وبها يستطيع كسب الشارع.. فتولية الأقارب والأصهار وإقصاء المناوئين كانت دمار نظام الحكم في تونس، والأرصدة البنكية التي فتحها الرئيس المخلوع زين العابدين ضاعت بجرة قلم، وإجراء الانتخابات الفردية وتزويرها والاستعانة بالبلاطجة والبطش بالصحفيين والأحزاب الموالية والمفرخة لم تزد الشارع المصري إلا قوة وعمالة الرئيس حسني للغرب كأنها لم تكن، وشماعة الإرهاب "بالإخوان المسلمين" سقطت.. فخامة الرئيس.. الظروف لا تسمح، والوضع الاقتصادي سيء للغاية والبطالة والفقر والفساد يتصاعد، والجيش اليمني عجز عن القضاء على مئات المتمردين الحوثيين خلال ست جولات حرب لم يستطع التقدم شبراً واحداً بصعدة، والأمن يعجز عن إلقاء القبض على قاتل، وسل إذا شئت والد الطبيب درهم القدسي، والقبائل مع من سيدفع أكثر على مر التاريخ إلا من رحم الله، أما الأغلبية البرلمانية فيكفيك أنها تقدمت بتعديلات دستورية وعندما أعلنت تجميدها صفقت بحرارة وكأنها لم توقع عليها، وأجزم أنها ستصفق أكثر لأي نظام قادم، وقاسم سلام وعبده الجندي والله ما تشوف لهم صورة وقت الصدق.. فعلى ماذا تراهن سيدي الرئيس؟! *رئيس تحرير صحيفة الناس |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|