حضرموت لم ينتظر عمال بريد المكلا المبادرات الخليجية .. انتفضوا وحققوا التغيير !!

[حد من الوادي]

لم ينتظر عمال بريد المكلا المبادرات الخليجية .. انتفضوا وحققوا التغيير !!

كتب : علي سالم اليزيدي

الأحد , 24 أبريل 2011 م

الأصل يظل هو الأصل ومن يستند للحق والصدق ويحمل ضميره النوايا الإنسانية حتما ينتصر، وعمال وفقراء بريد المكلا التاريخي لم ينتظروا أن تهطل عليهم المبادرات تلو المبادرات والتسويات والاعيب الإدارة من السلطة الظالمة في صنعاء والسلطة المخلوعة في حضرموت، كلا ، أراد بريد المكلا الذي كان الأصل في الإدارة الحضرمية منذ عام 1927م وصدرت طوابع المكلا في 1932م تقريبا، ثم الطوابع التي تحمل صورة السلطان الحضرمي ( صالح ) عام 1936م، ونشأ كأول بريد في الخليج والجزيرة العربية كلها ، قبل مسقط ودبي والشارقة ، لأنه حضرمي عربي حقيقي، أسسه الفقراء من سكان المكلا، وتدرج على مقاعد العمل البسيط في خدمة الناس من المكلا إلى حورة وقعوضة والحامي أبناء مدينة المكلا من آل بارحيم وآل نصيب والبقرين وبو سبعة والسقاف والحامد وباشامي وغيرهم، منذ عشرات السنين إلى اليوم،

لأنهم هؤلاء هم الأصل، أعلنوا أن كرامتهم لا تقبل السقوط والهزيمة، ولم يذهبوا إلى زرع الفوضى والإرباك، بل جسدوا مدرسة كبيرة للثقافة النقابية والتعاضد الأخوي الحقوقي المهني الفعلي، عندما سقطت النقابات أقاموا نقابة البريد من أجل التغيير، وهو عمل سليم وطريق لنيل الحقوق، حينما قرروا ازاحة الظلم من صدورهم ومن ديارهم ومن مكاتبهم، لم ينتظروا المبادرات من الرياض وأبو ظبي وصنعاء، لم يذهبوا إلى إصدار البيانات الكاذبة والمزايدات ومد اليد لاستلام نقود الحزب الحاكم، أبدا ، واحتكموا إلى ضمائرهم وحقوقهم والأخوة بينهم البين وصرخ الضمير فيهم ، لا بد أن يغادر الظالم البريد ولا بد للبريد أن يحمل تاريخ المكلا، كل المكلا، أن يعود إلى المكلا، إلى فقراء المكلا، وإلى سكان المكلا، وكان لهم ذلك، رفضوا كل مبادرات السلطة التي تنهار، وأعلنوا سلطتهم ، سلطة بريد المكلا ونقابة بريد المكلا، وقالوا لا صنعاء تحكم، ولا حزب حاكم فوق رؤوسنا، واسقطوا نظريات المبادرات، وبرودة كل خيمة قريبة منهم .

إنهم شباب وفقراء وموظفون آمنوا بنا في صدورهم من صدق، وكان الحق حليفهم في انتصارهم .

من بريد المكلا كان الرفض للمبادرات الخليجية والسلطوية والظالمة،ومن بريد المكلا سقط التسلط ورحل أول الظالمين، وسيرحل كل النظام بعد أيام، ومن بريد المكلا عادت النقابات التي ضاعت والتي كنا نبحث عنها كقيادة للجماهير بدلا من الساسة، ولكن بريد المكلا أراد أن يكون هو الأول ويسبق الجميع في الصدق والحقوق والإنسانية، وضد التسلط، ويسقط الظلم والاستبداد الكبير والصغير، لأنه جاء من تاريخ كبير عميق اسمه تراث الثقافة الحضرمية والعربية والإنسانية، ولأنه بريد المكلا، مكان التغيير الحقيقي القادم .