المراوحة اليمنية إلى متى؟ رأي "البيان" الاماراتية

[حد من الوادي]

المراوحة اليمنية إلى متى؟

2011/05/14 الساعة 21:12:22 البيان

لمّا استقبلت الأَطراف اليمنية مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأْن حلِّ الأَزمة في بلدها بالترحيب، كان الظنُّ أَنَّ السلطة والمعارضة، تحديداً، ستسارعان إِلى التوقيع على المبادرة، للشروع فوراً في تنزيلها إِلى الواقع، غير أَنَّ ما جرى لاحقاً كشف أَنَّ ذلك الترحيب كان دبلوماسياً في ظاهره، وصيغةً من كل جانبٍ لكسب الوقت ومحاولةِ استمالة دول الخليج إِليه.

. وكان طيباً من مجلس وزراء خارجية «التعاون» أَنه بادر إِلى محاورة الطرفين، وأَنصتَ إلى كل منهما في الرياض وأَبوظبي، وأَوفد الأَمين العام إِلى صنعاء، وأَظهر استعداداً لبذل كل جهدٍ من شأْنه تيسير كل السبل الممكنةِ لتنفيذ المبادرة بعد التوقيع عليها.

لم يذهب مجرى هذا المسعى الطيِّب من مجلس التعاون إِلى النتائج المتوخّاة، وازدادت مظاهرُ التوتُّر والتأَزم في اليمن، واتسعت المصادماتُ والمواجهاتُ بين جموع المتظاهرين والثائرين وسلطات الأَمن، وسقط مزيدٌ من القتلى والجرحى، وبات المشهد مؤسفاً ومحزناً، ويستدعي حضَّ اليمنيين جميعاً، في مختلف اصطفافاتهم، على مراجعةِ مواقِفهم، والتحلي بكل المسؤوليةِ الواجبة، .

والذهابِ إِلى الأُفق الذي تتيحه مبادرة مجلس التعاون، بالتعامل الجدَّيِّ معها، والبدءِ بإِجراءاتِ تنفيذ بنودِها، وهي المبادرةُ التي يحسنُ التذكير هنا بأَنَّها لا تنحازُ لطرفٍ على حسابِ طرفٍ آخر في المعادلة اليمنية المحلية، بل تتوسَّلُ المصلحةَ الوطنية العليا لهذا البلد العربي، وتتوخّى حمايتَه من مزيدٍ من التردّي في أَحواله الصعبة.

فيما تتّسع الهوة بين طرفي الأَزمة اليمنية المتواصلة. وفيما باتت مراوحة مبادرة مجلس التعاون في مكانِها تبعثُ على احتمال دخول اليمن في متاهةٍ غيرِ معلومة التفاصيل، تأتي الأَخبار على استهدافِ جنودٍ في جيش البلاد في كمائِن تُعدُّها مجموعاتٌ مسلحة، تنتسبُ إِلى القاعدِة وغيرِها، وترتفع في الأَثناء أَصوات الانفصال في الجنوب.

وفيما المشهدُ على هذا النحو في اليمن الأَحب إلى قلوبنا، نحن العرب في كل مطرح، ليس الرهان إِلا على حكمة العقلاء من أَهل اليمن، وعلى رجاحة الخيار الوطني لديهم، وهم كثيرون والحمد لله، أَياً كانت مواقعهم في ضفتي السلطة والمعارضة. في وسعنا أَن نهيبَ بهم من أَجل أَن يُبادروا إِلى صياغةِ خطة عملية لتطبيق المبادرة الخليجية، تهتدي بأَشواق أَهل اليمن إِلى الأَمن والأَمان، حماهم الله من كل مكروه.

رأي "البيان" الاماراتية