حضرموووت" في ظل الحلول الواردة حضرموت تعود للمربع رقم 5

[حد من الوادي]

في ظل الحلول الواردة حضرموت تعود للمربع رقم 5

المكلا اليوم / كتب: منصور باوادي2011/5/20

في تقديري الشخصي لم تشهد حضرموت حراكا تفاعليا عمّ كل مدنها وقراها كما هو الحال الآن, وهذا يعكس حالة الوعي الذي وصلت إليه الشخصية الحضرمية بقضيتها, والرغبة الجامحة في صياغة مستقبلها, وعدم السماح لإنتاج هذه الصياغة خارج حدود حضرموت كما هو الحال خلال سنوات جمهوريات التُنْبُل والقات التي تعاقبت على حضرموت.


ومع وصول الوعي الحضرمي لهذه المكانة من النضج فيما يتعلق بمستقبل حضرموت, والخانة التي يجب أن تملأها, ككيان مستقل بكل ما يملك من مقومات ومحددات الكيان الكامل في سيادته وتقرير مصيريه, إلا أن المجابهة من الأطراف الأخرى التي تقف حائلا دون وصول حضرموت لهذه النقطة كبيرة وعظيمة وتتخذ أشكالا وتنوعات عدة في ظل ثورة التغيير التي تشهدها اليمن , بعضها داخليا والبعض الآخر خارجيا, مما يجعل الحاجة ملحة بل وأكثر من ذلك لأن نلتف حول نقطة تواجد حضرموت مستقبلا.

لقد غابت كل المكونات المتنوعة التي تنتشر على طول الرقعة السياسية في اليمن عن المطالبة بحق حضرموت في تحديد هويتها السياسية, كونه حق ومطلب شعبي, وأقصد بالمكونات هنا تلك التي تنتمي لحضرموت, بينما حضرت وبشكل لافت تلك الأصوات الفردية والمستقلة التي تتمثل إما في كتّاب مستقلين أو أفراد من عامة الشعب, وأصبحوا هم رواد هذه المطالبة والداعين إليها, وقد يقول قائل أن هذه المكونات المرتبطة ارتباطا مصيريا بقياداتها ومراكزها الرئيسة خارج حضرموت إما صنعاء أو عدن أو لحج أو يافع, لا تملك الاستقلالية التامة في تبني خيارات ومواقف تخالف تلك الخيارات الصادرة من مراكزها الرئيسة, وهذا الكلام من الناحية التنظيمية التكوينية صحيح مائة في المائة , وعلى هذا فلن نسمع ولا حتى نصف همسة وليست كلمة من هذه الأحزاب أن تطالب بحق حضرموت المصادر منذ أكثر من أربعين سنة, مما يعني اتساع الهوة والفجوة بين هذه الأحزاب وبين عامة أبناء حضرموت المتشوقين للكيان الذي سيتقدم ليحمل على عاتقه المطالبة بهذا الحق المنهوب.

ولاشك أن هذه الأحزاب - الحضرمية - تقع الآن في خانة المترقب المتأهب لتكون أول الراكبين للموجة القادمة ومن السهولة أن يتم تغيير المواقف والسياسات وتحويلها تماشيا مع موجة الاستقرار الأخيرة لتحظى - هذا إذا لم تستأثر - بالكعكة الحضرمية وحينها سوف نسمع عبارات وخطب القوم حول مواقفهم المشرفة في سبيل استقلال حضرموت.

كل الرؤى المطروحة الآن على طاولة الخيارات تميل لكفة الاتحاد الفدرالي, بين إقليمين شمالا وجنوبا , وهما يفتقدان للتوازن في العدد والموارد والرقعة الجغرافية, إضافة الموروث السيئ لتلك السياسة الخاطئة التي مورست في حق أبناء الجنوب والتي رافقت الوحدة والتي لازالت حممها تجيش في الصدور مع أن ثورة التغيير كان لها الدور في إذابة شيء من هذه الحمم وأجرت عملية تقارب شعبي بين كافة أبناء اليمن شماله وجنوبه, ولكنها في الحقيقة أشبه ما تكون بمسكنات الألم مع بقاء المرض مدفون تحت ركام هذه المسكنات, فهو تقارب مرحلي مؤقت فرضته الحالة الراهنة التي يعيشها الشعب اليمني وسرعان ما سوف تعود هذه الترسبات وتطفو على السطح عندما تسكن رياح الثورة, وفي الطرف الآخر يأتي الوجه المغاير تماما لأصحاب الرؤية الأولى وتحديدا تيار علي سالم البيض الرئيس السابق لليمن الجنوبي الذي يميل إلى الانفصال التام عن صنعاء والعودة لحظيرة عدن وهو ما يطلق عليه بـ " فك الارتباط ".

كل هذه الخيارات التي تزدحم بها الساحة اليمنية ستعود بحضرموت للمربع رقم 5 السابق, سواء في قالب اتحاد فيدرالي أو دولة مستقلة في الجنوب, ومعنى هذا أننا - وحسب قولكم ياحضارم - "خرجنا من المولد بلا حمص" وسنحتاج بعد ذلك لأربعين سنة كبيسة لنثور ونطالب بحق حضرموت.

فما العيب في أن نقول وبصوت عال جدا نريد دولة حضرموت ؟

ولماذا بعض المكونات الحضرمية المختلفة تردد كالببغاء خلف الحلول المصدرة إلينا وآخرها لقاء القاهرة ؟

ولماذا لا تتبنى الخيار الذي يتمناه كل حضرمي في الداخل والخارج ؟

ومتى ستشهد الساحة الحضرمية بزوغ فجر كيان حضرمي يرفع راية المطالبة بدولة حضرموت ؟

أتمنى من كل مكوناتنا الحضرمية المستقلة والتي تدندن على أنغام الوحدة الفيدرالية المرتقبة, أن تعي جيدا خطوتها نحو هذا الخيار, وأن تضع في حسابها تركيبة اليمن المتنوعة والمتقلبة ومدى قابلية أرضيتها السياسية والاقتصادية لفكرة الفدرلة, وأن تعقد دراسة وافية مستفيضة لحقبة الوحدة اليمنية لتعي جيدا خرافة ما يسمى بالضمانات والالتزامات إن كانوا يعقدون الآمال عليها .!

, لا نريد أن نعيش إحدى وعشرين سنة قادمة نجرب فيها هذه الوحدة الفدرالية الجديدة, حتى نثبت أننا بحاجة للاستقلال, فارحموا الجيل القادم هداكم الله.