حضرموت"المخاوف عند بعض الحضارمة هل هي مخاوف حقيقية ومبرره أم إنها مجرد أوهام

[حد من الوادي]

مخاوف بعض الحضارمة

بقلم : ابوخلدون – مبارك العبيدي
الأحد , 29 مايو 2011 م

المخاوف عند بعض الحضارمة هل هي مخاوف حقيقية ومبرره أم إنها مجرد أوهام وعقد موروثة ؟ فإذا جاز لنا أن نسميها مخاوف علينا أن نبحث عن المسببات والدوافع وهل هي مبنية على حقائق وحسابات ؟ أم إنها أوهام وأمراض نفسيه ناتجة عن تجارب فاشلة وعقد مترسبة في نفوس المصابين بها ؟ ؟ وفي الحالتين دعونا نقول إنها بين بين مع تفاوت محدود عند الناس كل على قدر استيعابه وفهمه لظروف الحياة وتجاربه الانسانيه وقدراته الذاتية , وما من امة إلا وفيها من هذا وذاك .

خلال الأسابيع المنصرمة قمت بإجراء استبيان لمعرفة ردود أفعال بعض الأشخاص في حضرموت حول ما طرح موخرا من مطالب باستقلالية حضرموت وعودتها إلى نفسها , فكانت بعض الإجابات غير مشجعه بالنسبة لي وربما بالنسبة لحضرموت نفسها وحللّت الردود السلبية دواعيها وأسبابها ونتائجها على مستقبل القوم لعلي أجد علاجا نافعا يجنب هؤلاء تهمة الجبن والتردد وقصر النظر, كان بودي أن اسمع منهم ردودا واضحة ومقنعه حتى أحاورهم واشرح لهم المتغيرات واختلاف الظروف التي طرأت على الساحة واسوق لهم بعض الامثلة وابرز لهم بعض الحقائق كمدافع عن وجهة نظري بأحقية حضرموت وأهلها في الاستقلالية وتقرير المصير , إلا أنهم لم يعطوني الفرصة للتوضيح بل يصرون على مواقفهم حتى إن بعضهم يكمل رده بالحركات العفوية والانفعالات الصوتية مما جعلني أفضل إنهاء المكالمة لأننا (نقزح والتيس في الجبل ) كما يقول المثل الحضرمي ! .

أبين بأدناه بعض الردود السلبية على افتراضية المطالبة أو العمل على قيام كيان حضرمي يستمد شرعيته من التاريخ والجغرافية والثقافة بدلا مما نحن فيه من ضياع وظلم وتهميش مقارنة بحالنا السابق قبل أن نسحب إلى الجنوب ثم يقذف بنا إلى الشمال !

فيأتي الرد من البعض على شكل عبارات مستغربه ومستبعده ومستصعبة إمكانية ذلك وجاءت الإجابات كالتالي : - إن لا ا حد من الحضارمة لديه الكفاءة القيادية , ولا قوة لدى الحضارمة لاستعادة هذا الحق , إن الآخرين لن يسمحوا لنا بذلك , لاقدرة لنا عليهم , ثم ... كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ وماذا ؟ وغيرها من علامات الاستفهام ! بعضهم يقول : إن الوحدة قوة والتفرقة ضعف وكأننا الآن في أوج قوتنا في ظل الوحدة ! ,

آخر يقول : الإسلام أمر بالتوحد وكأننا الآن نحتكم بالشريعة الاسلامية وتحت راية إمام عادل ! , بعض الردود تضمنت إشارة مفادها إن أمريكا لن تسمح لنا وان المملكة السعودية مصلحتها في وحدتنا ! رد آخر غبي أو جاهل يقول : حضرموت يمنية منذ القدم ! غيره يقول: نحن ما نحن شيء إلا بإخواننا أهل شبوة وأبين ويافع والضالع ولحج وعدن فهم رجال حرب وحمران عيون وكان الحرب شيئا لابد منه ! ونحن لم نكن شيئا إلا بهم ! واحد قال لي : ( لاتخلي حد يسمعك وإلا سيمزقونك شر ممزق ) ولا ادري من هم هؤلاء الذين سيمزقونني شر ممزق ولماذا ؟؟ ولخشيته منهم يهمس في أذني خائفا من إفشاء هذا السر ! - .

هكذا أتت بعض الردود السلبية متنوعة وغير موضوعيه تدل على شيء من الخوف والحيرة والتردد ! , و الواقع إنها ردود بحاجة إلى دراسة وتحليل نفسي وأصحابها بحاجة إلى علاج .

في المقابل هناك ردود ايجابيه ترقى إلى درجة الثورة السلمية وأصحابها بحاجة إلى قيادة فقط ! .

ما الذي جعل الحضارمة أو بعضهم في هكذا حاله ؟ وكيف نفسر مشاعرهم تلك ؟

و على سبيل البحث والتقصي نود أن نورد بعض العوامل والأسباب التي جعلت بعض الحضارمة يفكرون بهكذا تفكير ! في مقدمة الأسباب والعوامل يأتي الجهل و تدني الوعي وعدم الإلمام بتاريخ حضرموت أولا ! ثم التعبئة التربوية والسياسية الخاطئة والمناهج التعليمية السابقة المضللة , ثم إن ما يسمعه الحضرمي عن ماضيه القريب من انه خلق ليكون محكوما لا حاكما وانه لا يعرف من حكامه السابقين إلا بعض المغامرين أتوا من مناطق أخرى وأصولهم من خارج حضرموت!

ثم هناك أسباب أخرى مثل عدم الثقة في الزعامات الحضرمية الحالية إذا توهمنا إنها زعامات , أيضا عدم بروز شخصيات جديدة على الساحة السياسية والاجتماعية ! وللأسف الشديد حتى إن بعض الأسماء الحضرمية اللامعة والمحبوبة والمخلصة تنادي حاليا بأهداف أخرى وتدين بالولاء لغير حضرموت ! ربما إنهم واقعون في نفس الفخ , أخيرا سلبية بعض كبار المثقفين و المفكرين والاكاديميين من أبناء حضرموت الذين تم افسادهم بالمال والمناصب في عهد الوحدة , ومع ذلك بقي لنا أمل في الذين لم يتلوثوا منهم حتى الآن .

الخلاصة ... علينا كحضارمة أن نثق بأنفسنا أولا وندرس تاريخنا جيدا ونعلّم الجاهل منا بحقيقة نفسه وحقيقة أرضه وتاريخه ونعلّم أولادنا حب حضرموت هذا الاسم الذي قال عنه المؤرخ الدكتور جواد علي : ( إن لحضرموت الفخر بين الأقطار لكونها الوحيدة التي احتفظت باسمها عبر العصور) , وعلينا بالدعاء لإخواننا وأولادنا الضالين بان يعودوا للصواب .. ولله في خلقه شؤون .