رؤية لمستقبل حضرموت (9) : قبل أن نبكي على ضياع حقوق حضرموت الى الابد

[حد من الوادي]

رؤية لمستقبل حضرموت (9) : قبل أن نبكي على ضياع حقوق حضرموت الى الابد

المكلا اليوم / كتب: المهندس/ بدر محمد باسلمة6/6/2011

بدأ يلوح في الافق انتهاء حرب تأكيد السلطة والنفوذ بين قبيلة حاشد وخصوصا اولاد بيت الاحمر وبين عائلة الرئيس علي عبدالله صالح , حرب بين شرعية ومرجعية القبيلة ومحاولة الرئيس فرض معادلة سلطة مختلفة ترتكز على عائلته واقربائه. ويبدو انه في النهاية اعادة قبيلة حاشد سيطرتها على النظام السياسي في اليمن ولتثبت انها كانت هي التي تعين رؤساء اليمن وهي المرجعية القبلية والعسكرية لمستقبل النظام في اليمن.


مع انتهاء مؤشرات الحرب العسكرية بدأت معركة أخرى اشد ضراوة وهي المعركة السياسية والاعلامية.. انها معركة جني الثمرات , صياغة النظام السياسي لمستقبل اليمن.. على قدم وساق تعقد اللقاءات والتحالفات , انباء عن مساعي لتشكيل مجلس رئاسة او مجلس انتقالي , مساعي لتشكيل لجنة لإعادة صياغة دستور اليمن . المجموعة الاوروبية وامريكا توجه بضرورة معالجة قضية الحوثيون والقضية الجنوبية والمعارضة اليمينة تعترف بهاتين القضيتين وانها مدرجة في قائمة اولوياتها.

لا ذكر لقضية حضرموت في الاروقة الدبلوماسية المحلية او الاقليمية او الاوروبية, لا توجد على قائمة المعارضة او غير المعارضة ... الكل مطمئن ان حضرموت مسالمة وطائعة وتنصاع دائما للمنتصر, حسب المثل ( من تزوج امنا فهو عمنا ).

وفي حضرموت يبدع الحضارمة في الحديث عن حقوق حضرموت وترتفع اصواتهم بهذه الحقوق ولكنها لا تتجاوز الغرف التي يناقشون فيها , وحال تركهم لهذه الغرف تتلاشى الحماسة مثل فقاعات الصابون. وعلى الساحات لا نجد سوى مسيرات للجنوب , مسيرات للحراك , مسيرات للمشترك , مسيرات لثورة الشباب... دون ان تكون هناك لوحة واحدة تطالب بحقوق حضرموت , تطالب بحضرموت اولا.

الكل يتكلم عن وحدة الصف الحضرمي , الكل يتكلم عن وحدة الرؤية الحضرمية, ما اروع الخطابات التي نسمعها في الغرف المغلقة .. وفي الواقع تنشق الصفوف وتنشأ تباعا المجالس والائتلافات الجديدة بين الكبار ( الهرم ) وبين الشباب ويجتهد كل برؤية مستقلة ... نزداد تفككا وانقساما بينما غيرنا قد بدأ التفاوض وخلق التكتلات وكسب التأييد الداخلي والخارجي لرؤيته وتطلعاته.

الحقائق الاكيدة انه بدون تكاتف ابناء حضرموت وبدون رؤية واضحة لن يتمكن ابناء حضرموت من ايصال قضيتهم الى دوائر صنع شكل النظام السياسي القادم , وبدون ان يقتنع المجتمع الدولي بعدالة القضية الحضرمية ليس هناك فرصة لنجاحها , الوقت حرج ويمر والصوت والقضية الحضرمية ضائعة.

يجب ان يعرف كل السياسيين , القياديين الحضارمة , المجالس التي نشأت على مستوى الكبار او الشباب ان التاريخ لن يسامحهم على ضياع هذه الفرصة التاريخية لحضرموت , لن يسامحهم على شق الصف الحضرمي , لن يسامحهم على ضياع حق حضرموت امام مطامع ورغبات شخصية. كما لن يسامح التاريخ كل فرد من ابناء حضرموت ظل ساكتا صامتا في هذه الفترة المصيرية في المطالبة بحق حضرموت بالفعل او الكلمة او الموقف والخروج الى الشارع للمطالبة بدولة حضرموت.

فهل اتفق الحضارمة على ان لا يتفقوا , وهل اتفقوا على عدم رص صفوفهم وضياع فرصة استعادة حقوق حضرموت والاستعداد لدفن حقوق حضرموت وحلمها الى الابد ؟؟
رؤية لمستقبل حضرموت (8): لهذه الأسباب الفيدرالية هي الحل
رؤية لمستقبل حضرموت (7): عدالة الرؤية الجنوبية!
رؤية لمستقبل حضرموت (6): لنوضع معا.. ماذا بعد...؟؟؟
رؤية لمستقبل حضرموت (5): مشروع إقليم حضرموت
رؤية لمستقبل حضرموت (4): الهوية الحضرمية سر النجاح.. وأسال التاريخ عنها
رؤية لمستقبل حضرموت (3): خارطة طريق حضرموت
رؤية لمستقبل حضرموت (2): حضرموت والبدائل السياسية المطروحة
رؤية لمستقبل حضرموت (1): الاستقلال.. شرط تحقيق حلم حضرموت

[email protected]