![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الحوار السياسي
![]() ![]()
|
![]()
اليمن: صحة صالح تشغل الشارع عن كرسي الرئاسة الشاغر ومخاوف من مستقبل غامض إثر الفراغ الدستوري الحالي
2011-06-08 صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي: انشغل الشارع اليمني منذ الجمعة الماضي، بصحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي تعرض فيها إلى محاولة اغتيال داخل قصره الرئاسي، أصابته بإصابات بليغة وأدخلته العناية المركزة نقل على إثرها الى المستشفى العسكري في العاصمة السعودية الرياض. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة في الرياض أن صالح تعرض في الحادث إلى حروق بليغة في أجزاء عديدة من جسمه، حيث تفحّم وجهه بالكامل ورقبته ورأسه وصدره وأدى ذلك إلى تآكل أذنيه وأصيب بشظية في صدره أسفل القلب، وأن علاجه سيحتاج إلى ستة أشهر على أقل تقدير، خاصة أنه سيتعرض لإجراء عمليات تجميلية عديدة للأماكن المحترقة من جسمه. وأكدت مصادر إعلامية غربية أن نحو 40 ' من جسد صالح تفحّم تماما جراء الحريق الذي نتج عن محاولة الاغتيال وأصيب بشظيتين إحداهما في الرأس والأخرى في الصدر. وذكر موقع 'مارب برس' الإخباري اليمني أمس أن 'صالح يمر بأزمة نفسية حادة جدا، خصوصا وأنه يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ومن أجل البقاء في السلطة، في آن واحد، في ظل الضغوط السياسية الكبيرة التي تمارس عليه حاليا'. المصادر الرسمية اليمنية، لا زالت تتكتم على الوضع الصحي الشامل للرئيس صالح، غير أنها كشفت أمس الأول أن حادث محاولة اغتيال صالح أسفر عن وقوع 11 قتيلا وإصابة 185 شخصا بينهم الرئيس صالح، وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الشائعات والأخبار الشحيحة التي تتسرب من هنا أو هناك. وذكرت مصادر غربية أن الرئيس صالح يعاني من انهيار إحدى رئتيه، وتوقفها تماما عن العمل، فيما نسبت مصادر إعلامية إلى مصادر طبية سعودية قولها ان صالح يخضع للتنفس الصناعي، نظرا لعدم قدرته على التنفس بشكل طبيعي، وانه لا زال في غرفة'العناية المركزة لمراقبة حالته الصحية الحرجة. وأكدت المصادر العديدة أن الوضع الصحي للرئيس صالح لن يمكنه من ممارسة المهام الرئاسية خلال فترة الستة الأشهر القادمة على الأقل، هذا إذا بقي على قيد الحياة، وأن توقعات غيابه عن كرسي الرئاسة لهذه الفترة الطويلة فتح باب الصراع من الآن حول خلافته، سواء بين أفراد العائلة الحاكمة الذي يعتقد العديد منهم أنه الأقدر والأحق بقيادة دفة البلاد، أو مع المعارضة وشباب الثورة الذين يطالبون بنقل سلس وسلمي للسلطة إلى مجلس رئاسي انتقالي حتى إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما. الشارع اليمني برمته من سياسيين ومثقفين ومواطنين عاديين انشغل بالوضع الصحي لصالح خلال الأيام الماضية أكثر من اهتمامه بعملية الانتقال السلس للسلطة في ظل غياب صالح عن المسرح السياسي، وربما اهتمامهم بالوضع الصحي لصالح يعتبرونه المدخل أو محور الارتكاز للتفكير أو للبدء في الخطوات العملية لانتقال السلطة من عائلة صالح التي لا زال أفرادها يصرون على بقائها في أيديهم. وعلى الرغم من قيام نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بمهام رئيس الجمهورية وفقا للدستور منذ نقل صالح إلى السعودية مساء السبت، إلا أن وضع كرسي الرئاسة لا زال (شاغرا) في اليمن ويعاني من صراع مستميت بين نائب الرئيس الذي يحاول تثبيت أركان حكمه واستلام كرسي السلطة بسلاسة وفقا للدستور، وبين افراد عائلة صالح وفي مقدمتهم نجله الأكبر العميد أحمد علي، قائد الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى إخوانه غير الأشقاء وأبناء شقيقه الأكبر الذين يسيطرون مجتمعين على القوة العسكرية والأمنية الأهم في البلاد. ويجد هادي تأييدا ضمنيا من قبل أحزاب المعارضة ومن قوات الجيش المنشقة عن الرئيس صالح لتسلم كرسي الرئاسة خلال الفترة الانتقالية المحددة بستين يوما على الرغم من أن هادي يشغل أيضا منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم. ويعيش اليمن حاليا فراغا دستوريا في كافة مؤسساته التنفيذية والتشريعية، حيث يعيش بلا رئيس وبلا حكومة، لإصابة رئيس الوزراء علي محمد مجوّر بإصابات بليغة وهي حكومة مكلفة بتصريف الأعمال منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى أن اليمن بلا مجلس نيابي (برلماني) لانتهاء فترته الدستورية وإصابة رئيسه يحيى الراعي بإصابات بليغة أيضا، ناهيك عن إصابة رئيس مجلس الشورى (الأعيان) وغيره من كبار المسؤولين في حادث اغتيال صالح. ويعيش المستقبل السياسي اليمني غموضا كبيرا في ظل المطالب الشعبية بتغيير النظام منذ كانون الأول (يناير) الماضي وفي ظل التكتم الشديد لمن تبقى من رموز النظام على الوضع المتوقّع لكرسي السلطة، كما تم التكتّم بشدة على طبيعة وكيفية وقوع حادث الاغتيال للرئيس صالح وعن المتهمين بتنفيذه، خاصة وأن محاولة الاغتيال تمت في أكثر مكان تحصينا وهو دار الرئاسة. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|