الصراع اليمني على السلطة هل يعجل بنصر حضرموت ؟

[حد من الوادي]

الصراع اليمني على السلطة هل يعجل بنصر حضرموت ؟

بقلم / انس علي باحنان
الخميس , 9 يونيو 2011 م

للإجابة على هذا السؤال نعود قليلا لسوق هذه الحقيقة والواقعة التاريخية التي نظن أن لها علاقة بموضوع مقالنا هذا , يقول الشيخ المؤرخ محمد بن علي باحنان في كتابه " القول الشاف في تاريخ الاحقاف الجزء السادس فيما نقله عن الشيخ صلاح البكري ونقله عن الأمير احمد بن فضل العبدلي في كتابه " هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن " عند ذكر استيلا الإمام على حضرموت قال : ( وهذه أول مرة امتدت فيها يد أئمة صنعاء إلى هذه الجهات ثم ضعف أمر أئمة اليمن وكثرت الفتن فيهم وتعدد مدعو الإمامة وكان أمراء البلدان وسلاطينها وقبائلها لم يزالوا يتمسكون بالاستقلال ويناجزون أجناد الإمام إلى آخر ما ذكر عن وقوف يافع في وقفتها المشهورة في وجه الدولة القاسمية .

اذا نحن أمام حقيقة تاريخية مفادها : إن تنافس أئمة اليمن على السلطة وجورهم وظلمهم للرعية يضعف دولتهم مما يجعل الممالك والقبائل والشعوب التي تقع تحت سيطرتهم تطالب بالاستقلال والتخلص من التبعية , وهانحن اليوم نرى ذلك المشهد وكأن التاريخ يعيد نفسه , فالصراع اليوم في صنعاء بدرجة أساسية هو على الحكم والسلطة وان تستر برداء الإصلاح والتغيير لنيل المظلومين حقوقهم , ولكن الحقيقة هي : أن ما يسمى باللقاء المشترك " المكون من توجهات مختلفة " جمعها فكرة التخلص من النظام الحاكم والوصول إلى السلطة " يريد أن يحكم والتجمعات والتكتلات القبلية هي الأخرى تريد أن تحكم والمنشقون عن النظام من عسكريين ومدنيين وسياسيين وعلماء دين كل منهم يريد أن يكون له موطئ قدم في الحكم , وهناك أيضا الشباب في ساحات التغيير وفي المقابل أيضا لا يزال النظام متشبثا بالسلطة والحكم , إذا فنحن أمام صراع حقيقي على السلطة في بداية الأمر كان تنافسا سياسيا مشروعا ثم سرعان ما تحول إلى صدام ومواجهات عسكرية.. نسال الله الهداية لنا ولهم .

وعلى ضوء هذه الحقيقة التاريخية التي ذكرنها في بداية هذا المقال فان الصراع في صنعاء على السلطة سوف يودي لا محالة طال الزمن أم قصر إلى انفصال واستقلال كل جزء من أجزء اليمن وتفككها إلى دويلات متعددة , ولا نرى في هذا الأمر ما يعيب إذا كان الجميع سوف يعيش في وئام وسلام ويترك لكل إقليم تقرير مصيره بنفسه , بدلا من التناحر والاقتتال على السلطة والنفوذ في حروب لا تبقي ولا تذر .

وعليه فأننا يجب أن نعلنها بكل صراحة ووضوح ودون مواربة أن حضرموت يجب أن تكون أول من تطالب بالاستقلال والحكم الذاتي وتهيئ نفسها لهذا الأمر ونعد ذلك مخرجا ومبادرة من مخارج الخروج من الأزمة اليمنية ومن وجهة نظري أنها ليست دعوة للشر و الأنانية فالأمر على العكس من ذلك أنها الواقعية والصراحة في موقعها , لان قيام دولة في حضرموت سيقطع دابر الشر والفتنه، كيف ؟ في اعتقادنا إن من الأهداف الرئيسية للصراع السياسي والعسكري الدائر الان هو الظفر بحضرموت وما تتمتع به من مقومات ومزايا , في زمن ماتت فيه الضمائر وأصبحت الدول مغنما لا مغرما .

لذا فان الطريق أمام حضرموت لنيل استقلالها والتحرر من كل أشكال التبعية ليس بالسهل وليس بالمستحيل متى ما آمنا بهذه القضية وعملنا من اجلها , ولا شك أن هناك عقبات يجب علينا أن نتخطاها , وفي مقدمتها خلق إجماع مفاده أن لا طريق أمام حضرموت إلا المطالبة بالاستقلال وإقامة دولتها المستقلة , أما تشكيل التجمعات والهيئات والجماعات ذات الأفق الضيق والتي تقزم حضرموت و تريد أن تقدمها لقمة سائغة وعلى طبق من ذهب لغير أهلها من اجل كسب ود الآخر أو للحصول على منصب أو جاه في أي ترتيبات قادمة , فمثل هذه الأصوات يجب أن تخرس ولتعلم أن ما تقوم به يعد خيانة عظيمة في حق البلد وأهلها , وكم ساءني في الفترة الأخير الإعلان عن تشكيل ما يسمى بمجلس التغيير في وادي حضرموت وبيانه الذي يقول فيه : انه يندد و يدين الهجوم الذي قامت به الفرقة أولى مدرع على المعتصمين بساحة النصر في شارع الستين "

فبهذا تعلم ان هؤلاء القوم أصبحوا ملكيين أكثر من الملكيين أنفسهم , فكان الأولى بهم قبل اهتمامهم بما يدور في صنعاء أن ينظروا لما هو حاصل ويدور في أرضهم , وان يطالبوا برفع المعسكرات والتواجد العسكري من على ترابهم , تلك القوة العسكرية الغاشمة المسلطة على رقابهم ورقاب ابنائهم , لكن للأسف هذا ليس من اهتماماتهم وكل همهم أن يرضوا من هم في صنعاء حتى يضمنوا لهم مكانة في الترتيبات القادمة حتى وان كان على حساب بلادهم وإخوانهم المستضعفين .

نقول لهؤلاء كفوا عن حماقاتكم أو كما قال احد الإخوة اذهبوا إلى صنعاء والتحموا والتحقوا بساحاتهم وقولوا ما يحلوا لكم , أما أن تجروا حضرموت لصراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل وكأنكم استكثرتم نعمة الأمن والأمان التي تعيشها فمثل هذه الأصوات يجب أن تسكت وان يتصدى لها.. وفق الله الجميع لما فيه الخير .