حضرموت" هل حان نضوج التين والعنب إذ قالوا ( فيدرالية ) ياخديجة!!

[حد من الوادي]

هل حان نضوج التين والعنب إذ قالوا ( فيدرالية ) ياخديجة!!

6/13/2011 المكلا اليوم / كتب: علي سالم اليزيدي

تطايرت في الهواء هذه الأيام الدعوة إلى أشهار النظام الإتحادي ( الفيدرالي ) بين نظامي اليمن السياسيين بسبب تسارع الثورة اليمنية بعد نضوجها في المحافظات الشمالية ولحقت بالعمل الثوري المقاوم والسلمي الذي تبناه الجنوب ونادى بهويته وتحرير ذاته من الوحدة السياسية الظالمة التي لحقت وتمرمغ في ادعاءاتها الوطنية للحاكم الظالم على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

تجمع عدد من أنصار الدعوة إلى أقامة نظام أتحادي يضم الشمال اليمني وكذا الجنوب العربي اليمني الذي وضع نفسه أمام قضية تأرجحت ووجدت تعاطف شعبي داخل كل الجنوب وفي البحر والبر وبدأت بقصة ( قضية شتم النساء ) في المكلا ثم إلى الحراك الجنوبي وتنوعه وظهور الزعيم الجنوبي علي سالم البيض بعدئذ والذي سبقه حراك المتقاعدين ثم النضال السلمي والمقاومة الباسلة في الضالع وردفان والحبيلين ويافع والمكلا وشباب عدن وجعارة وهنا غدت قضية الحق الجنوبي ضد السلب والنهب والتسلط وظلم المواطنين والدونية والبغيضة والشتم في كل مهرجان وحفل ولقاء سياسي من قبل رئيس النظام في صنعاء للجنوبيين وقادتهم, بل صار هذا تقليد لتأليب الشماليين من الموالين وأعضاء المؤتمر الشعبي حزب الحاكم ضد الجنوب وأتهامه بالخيانه ليل نهار.

في القاهرة قبل أسابيع ألتم شمل عدد من الرفاق الفرقاء في الحزب الأشتراكي اليمني وبعض المناصرين وتصدرهم حيدر العطاس وعلي ناصر محمد وأنصاره, وهم الذين انتقلوا من دعوة النظام في صنعاء إلى الاصلاح مباشره إلى الدعوة إلى الشكل الإتحادي وحسبما قالوا أن هذا يلائم الظروف والأوضاع والتعاطف الأقليمي والدولي, ويعتقد أيضاً أن موضوع ( الفيدرالية ) ذات الأقليمين ( جنوبي وشمالي ) وهو الأقرب إلى أفئدة الناس بعد أن بعدت المسافة ربما بخصوص فك الأرتباط التي يرى فيها الأستاذ علي سالم البيض والحراك الجنوبي الاساسي ةوالحركة السلمية في الجنوب التي فتحت الكفاح السلمي في الوطن العربي منذ 2004م, ونادى الجنوبيين بأرضهم وحقهم ورفعوا صوتهم وقدموا الشهداء والدم والجراح والدموع والاعتقالات والمطاردات وكل أنواع القمع وصبروا ولا زالوا...!

المعارضة اليمنية وضعت القضية الجنوبية مفتاح للحلول أو لإسقاط النظام وزواله واجتثاث جذوره, والجنوبيين يرون أن ( القضية الجنوبية ) ليست قضية على أوراق يتم تلبية الشكاوي التي بها وكفى!! الحراك الجنوبي والشارع في عدن والمكلا والغيظة وعتق وجعار, يرى غير ذلك, إذ يطلب العوده وتقرير مصيره من النظام الطاغية, ولم يطلب هذا بالتمني والاستجداء والبكاء والصراخ, أبداً دفع تضحيات ودماء وهز المدن والشوارع ضد نظام ( علي عبدالله صالح ) حتى أنهكه ونجح ومن هذا الحراك والمقاومة ولدت الأفكار وجاء حيدر العطاس برفقه البعض وقال في عدة تصريحات نشرت, الأمر يعود لأولئك على الأرض في الميدان, وكان يقصد دون ريب الفتيان والشباب في حي الشهيد خالد والديس والحبيلين والمنصورة ودار سعد, ويشير إلى دم الشهداء بأنه مفتاح لدخول الجنوب العربي اليمني وعودة الحق لأصحابه, ومن هذه المعطيات تبلورت الحالة الفيدرالية, لا ادري , لانني لم أطلع على الخطوات الأولى بخصوص التجمع في القاهرة الأخير, ولكنني متتبع لكيفية تصاعد الأوضاع في شارع المكلا وحضرموت وعلى مقربة من أبطال الحراك الجنوبي والحضرمي واليافعي والعدني وانصتت عدة مرات لدعوات الانفصال عن الشمال وآخرها حديث علي سالم البيض للقناة الفرنسية وشدد على الفصل ما بين الثورة السلمية في صنعاء وحق الجنوب وظللت لحظات أعيد تفسير ما يريد قوله مع وضع الرأي الشخصي بعيداً عن ما يقول ويقول الآخرين وعادت بي الذاكره إلى قضايا عده منها..

أستولت الجبهة القومية على المكلا وحضرموت قبل سقوط عدن وخروج الأنجليز منها في نوفمبر 1967 بثلاثة أشهر, وهيمن يومئذ رجال التحرير ودخلت حضرموت في نطاق الحكم الجبهوي العسكري آنذاك, الآن حضرموت تحت سيطرة القائد العسكري المنشق عن النظام في صنعاء بعد الثورة الشبابية علي محسن الأحمر ويحكم هذا القائد العسكري مخالبه على حضرموت قبل سقوط النظام الظالم, بينما لا زالت عدن القريبة من الضالع ويافع بيد رجال النظام القمعي ضد أبناء الجنوب, المتشوقين لعدن.

قال تجمع القاهرة في توصيه أنهم بعثوا بعدد من السياسيين إلى لقاء بالأستاذ علي سالم البيض لأقناعة بالدخول في تجمع ( الفيدرالية ) المنتظره وعليه ترك الدعوة لفك الأرتباط, وهنا توارت لدي خواطر لا بد من قولها أولاً لماذا هؤلاء دائماً يتجهون إلى الحده في الحوارات أما دعوه ( البيض ) إلى الفيدرالية أو أنه ليس منادياً بحق الجنوبيين مثلهم,لا بد من التروي هنا, الم نقع في الفخ قبل هذا الأمر, الا نتذكر الدعوة إلى الحوار لفصائل العمل الوطني في عدن عام 1972م تحت فكر الاشتراكية العلمية, ولم نتح لهم الاقتراب أو حرية الحركة وسقطوا بعدئذ في أحداث سالمين 1978م ولم يبق إلا واحد أو أثنين يقطاهما أيضاً في أحداث 1986م لماذا الارضاخ دون توزيع الخيارات التي تؤدي إلى الحقوق, وهنا أطرح السؤال؟

أين هي الفيدرالية الآن؟ الم تزل نكرة بعد! ولن يمنحنا أياها عابر طريق ولا عسكري ولا حاكم في صنعاء لوجه الله! وكما قال المثل الحضرمي ( عادها بغت تروحة وتطيوب ) ولا نقول ( جر الا ما بين الشوى والصر ) إذ يحتاج هذا إلى المال والتضحية والجهاد والعمل الوطني الجنوبي الحقيقي, ويحتاج أظهار الفيدرالية وحق الأقليم الجنوبي إلى ضمير ونوايا أخلاقية عالية وكفاح من الجميع, لن تأتي بالتمنيات ولن يوهبها لنا أحدهم مهما تشدق بها في صنعاء, إذا أمسكوا بنا مسكت أعور, ونحن وكل الحضارم أولاً والجنوب كله نعلم ( أن ما يعرف رطني إلا أبن بطني ) فلربما لا نحصل على الأقليم الجنوبي كله ويظهر مشروع آخر أقل من الموضوع في القاهرة, وأيضاً لربما وهذا يلاح في الأفق أن يقبض على الحكم من لا يرحم الجنوبيين, نعم نحن نقول أن ما سيأتي ليس أسوأ مما ذهب!

كل هذا والنار تحت الرماد, ومما توفر لدينا إلى اليوم أن حجم القمع والظلم الذي أصاب الجنوب لا حدود له, لهذا يتوجب أن لا يضعوا كل ( البيض ) في سلة واحدة ورعوا الأواني على الرفوف, ومن كل الحوارات أرى أن يمسك الجنوب ورجال السياسة والأطراف المستقلة على أكثر من جهة, والإتجاه إلى اشراك الشباب والشرائح الاجتماعية في فكرة ( الفيدرالية ) إذ أن التطمينات الدولية والأقليمية إذا صدقت ليس حقيقة, فهي بثمن, وكل من دفع ثمن أكثر ربما يغير المزاد القائم وهنا أعود لا ستذكر أيام حرب صيف 1994م وأذكر بها على وجه الخصوص السيد حيدر أبوبكر العطاس وبعض أصدقائي ممن كنا أثناء عملنا مع أهلنا في الجنوب والمكلا أثناء الحرب, عندما رأينا التعاطف معنا والوعود, ثم تغيرت الامزجه والقناعات الأقليمية والمزادات وقدموا أكثر ووعدوا ونالوا الفوز الظالم علينا, وقال الأرياني ولا زلنا نتذكر ليلة سقوط حضرموت قال ( اللحمه في الصحن الليلة أصبحت أكثر من العظمة ) نحن الآن في مزاد علني, وقد قدم فتيان المكلا وعدن ويافع الجواب مبكراً, لا بد من الجنوب وأن طال الزمن, وأنبعثت القضية ولم تسقط بعدئذ ولن تنتكس! ولكن إذا حدث خلل وعجزنا عن نيل الفيدرالية والأقليم الجنوبي, من لنا بعدئذ إذا ما خسرنا دعوه علي سالم البيض وأنصاره والحراك الجنوبي وبعدنا أنفسنا أمام ظلم الحكم القادم, هنا تصبح القضية داخلية وسنصرخ ( في الصيف ضيعنا اللبن ) ولكن سيقول لنا أقرب عسكري يومها ( إلم نقل لكم أنكم اكلتم يوم أكل الثور الأسود ).

لا نريد أن نفتت جهود الحضارم ويافع والمهره ولا نريد ضياع دم أبناءنا وكل الجنوب, لا نريد باطل ندخله في الحق! وحده الحق والسياسة تتحد أمام الجنوبيين في الشوارع والاطفال الذين أسقطوا النظام الظالم, وتكاتفوا مع أخوتهم في ثورة الشباب بصنعاء وتوحدوا للهدف الوطني الكبير, واعود هنا لا ذكر بأن من ( قبص من جحر لا يدخل أصبعه مرة أخرة ) وإذا أردنا الجنوب والفيدرالية, لانشتم البعض ونسمك بخيوط ونرمي بالأخرى, كلا لنذهب مع من يقول والكل يقول, أدخلوا من أبواب متفرقةولكم هدف واحد, وإلا عندما تصبح حضرموت بروم وفوه والشحر إلى حدود عبدالله غريب ماذا سنفعل! أو يصبح الجنوب العائد من دون عدن والعبر وقعوظه, هنا يقف الحق على فاصل الخط مع الزمن من نكون! ويجب أن نكون بكل القيم والانسانية والمكان. والله من وراء القصد.
.