الجنوب العربي أبين .. من المسئول عن القتل والتدمير والتهجير للسكان المسالمين ؟؟

[حد من الوادي]

أبين .. من المسئول عن القتل والتدمير والتهجير للسكان المسالمين ؟؟

بقلم /عبدالله احمد الحوتري
السبت , 18 يونيو 2011 م

منذ 27 مايو 2011م حتى اليوم تحولت مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين إلى ساحة معركة يومية ، دمرت خلالها كل المرافق والمؤسسات ومنازل المواطنين ونهبت البنوك وشرد سكانها شرقاً وغرباً ، وتحولت إلى مدينة أشباح ، هجرها سكانها المسالمون بعد أن أصبحت الحياة فيها غير ممكنة تحت وابل القذائف من السماء والأرض ولعلعة الرصاص لمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة ، وإلى جانب هذا الخطر قطعت خطوط الكهرباء وتوقف ضخ المياه وأغلقت منذ الأيام الأولى كل محلات الخدمات التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية وأجبر سكانها على النزوح إلى الآماكن الآمنة ، وكانت عدن وأهلها الحضن الدافئ لاستقبال أكبر عدد من المشردين ، وإيوائهم في بيوتها ومدارسها ، وتوفير الأمان ووسائل الحياة في حدود الإمكانية المتاحة ، فتحية حب و إجلال ووفاء لعدن وأهلها الكرام ، ونقول لأبناء عدن كنتم كما عرفناكم كرماء لا تضيقون بمن يلجأ إليكم طالباً الآمان ووسائل الحياة ، بعد أن أجبر عنوة على التشرد ، أما عدن فقد ظلت كما كانت أماً حنوناً تحمي الخائف ، وتؤمن له الرزق الكريم.

كثير من الأسر العفيفة التي فرض عليها التشرد تذرف الدموع على حالها ، فهي لم تألف السكن الجماعي ولم تألف أن تعيش على نفقة أصحاب الخير ، ولم يكن في حسبانها أن يأتي يوم تنتظر فيه طعام أطفالها من أيادي المحسنين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .... إنها مصيبة حلت ، وفيها كثير من الدروس والعبر التي لا ينبغي أن تنسى بمجرد تجاوزها ، وأولها أن لا ننسى من يسندنا في الأوقات العصيبة ومن يخذلنا !! ثم هناك أسئلة تجاه ما يجري في أبين ... إلى أي مدى يمكن تصديق الإشاعات بشأن التواطؤ تجاه أحداث أبين ؟؟ هذا السؤال وغيره له ما يبرره .. أذا كان المسلحون الذين يطلقون على أنفسهم ( أنصار الشريعة ) حتى وقت غير بعيد لا يملكون غير الأسلحة الخفيفة بينما يملكون اليوم الدبابات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والمضادات الأرضية وغيرها ، وكلها من أسلحة الجيش اليمني ، وقبلها عززوا أنفسهم بالذخائر بمختلف أنواعها أثناء حادثة مصنع الذخيرة بمنطقة الحصن التي سمعنا عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة ولم تباشر عملها حسب علمنا .

إنها الغاز لم يفك العامة شفرتها حتى اليوم ، ومع كل هذا ما يهم أسر الضحايا ابتداء بضحايا صاروخ المعجلة مروراً بضحايا مصنع الذخيرة الذي جرى تفجيره بعد نهبه وصولا إلى ضحايا اجتياح مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حيث قتل كثير من أبنائنا ظلماً وعدواناً وهم عزل عن السلاح ، وجرى تشريد جماعي لسكان مدينة زنجبار ليصبحوا في مخيمات اللاجئين ينتظرون لقمة العيش من جمعيات الإغاثة ... من المعد لهذا المسلسل ؟؟؟ ولماذا كان اختيار أبين مساحة لإحداثه ؟؟ هل هو أخذ ثأر من أبين ورجالها ؟؟؟ أم هو محاولة لكسر كبرياء أبين الذي حماه رجالها طوال مراحل التاريخ القديم والحديث ؟؟؟

قد يطول صبر رجال أبين وتتأخر ردة فعلهم بسبب الفرقة و الشتات لكنهم لن ينسوا ، وستأتي ردة الفعل صاعقة ماحقة ، نقول هذا لمعرفتنا بالتركيبة النفسية لرجال أبين ، وتاريخهم القديم والحديث يؤكد على ذلك ، كل من قابلتهم من رجال أبين يؤكدون بمرارة أن كل ما جرى ولازال يجري هو أمر مهين لأبين ورجالها والجميع معني بإعادة الإعتبار لإبين ، وحتى لا يفلت الفاعل من العقاب .. نسأل مرة اخرى من المسئول عن هذه المأساة ( الإهانة ) التي لحقت بأبين وأبنائها – قبائلها ومدنييها ؟؟؟ لن نجد الإجابة ببساطة فالفاعل مستتر وما يظهر على السطح كالزبد الذي يغطي الماء ، لكن لن يضيع حق وراءه مطالب .

نعتقد أن ضحايا هذا المسلسل لم تسلم منه منطقة ولا قبيلة في محافظة أبين بطولها وعرضها ... فهل نصحو ونتآزر أم نتبع قصة الثيران الثلاثة ؟؟؟

[seeadali]

أرخ ياقلم للأجيال القادمة

وأشهد يازمان على خيانة البشر