الجنوب العربي" الإعلام الرسمي يقتل القتيل و.. يقتله مرة أخرى

[حد من الوادي]

الإعلام الرسمي يقتل القتيل و.. يقتله مرة أخرى

المصدر أونلاين- عبدالرزاق الجمل

بحسب المصادر الرسمية فإن حصيلة قتلى مسلحي القاعدة في محافظة أبين خلال المعارك التي دارت منذ سقوط مدينة زنجبار بيد المسلحين يوم 29\5\2011م وحتى منتصف الشهر الجاري 16\6\2011م، تصل إلى ستيـن قتيلا، إضافة إلى عدد من الجـرحى. هذا مـن حيث الجملة، أما من حيث التجزئة فسنترك حسابها لموقع الحزب الحاكم "المؤتمر نت":
في 30\5\2011م قال موقع "المؤتمر نت" إن قوات الأمن والجيش تخوض معارك شرسة مع تنظيم القاعدة الذي يسيطر على عدد من المباني والمنشآت في مدينة زنجبار بمحافظـة أبين، وأكد مصدر عسكري أن ما لا يقل عن (44) من عناصر الإرهاب قتلوا خلال محاولة فاشلة لهم لمهاجمة معسكر اللواء 25 ميكا حيث تصدى لهم أفراد اللواء ببسالة والحقوا بهم خسائر كبيرة.


وفي 31\5\2011م نقل "المؤتمر نت" عن مصدر محلي أن "ست سيارات مغطاة شوهدت وهي تحمل قتلى وجرحى القاعدة التي خلفتها المواجهات الشرسة مع أفراد الأمن والجيش".


وفي 2\ 6\ 2011م قال مصدر عسكري إن وحدات أمنية وعسكرية وجهت للقاعدة ضربة قاسية في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، وأكد المصدر أنه "تم تدمـير 3 سيارات بمن عليها من الإرهابيين في منطقة عمودية والكود بينها سيارة تحمل ستة مسلحين, كما تم استهداف وضرب مجاميع أخرى منهم في منطقة الكود, مشيرا إلى أن من بين قتلى التنظيم شخص يدعى "سامي يونس" وهو إرهابي معروف".


إضافة إلى تدمير ثلاث سيارات بمن عليها من عناصر تنظيم القاعدة يوم 2\6\2011م عاد موقع "المؤتمر نت" في اليوم ذاته ليتحدث عن مصرع العشرات من عناصر التنظيم في قصف الطيران الحربي لثكنة كانت تتواجد فيها القاعدة، وأسند الموقع معلوماته إلى "شهود عيان".


وفي 7\6\2011م طالعنا "المؤتمر نت" بهذا العنوان الخبري: "مصرع أكثر من 30 من أعضاء القاعدة في أبين بينهم القيادي حسن العقيلي".. قال الخبر أيضا إن عددا كبيرا من الجرحى سقطوا في المواجهات العنيفة، فيما لاذ البقية بالفرار بعد أن تم إخلاء قتلاهم وجرحاهم من منطقة المواجهات. ركزوا كثيرا على هذه الجملة "بعد أن تم إخلاء جرحاهم وقتلاهم من مكان المواجهات" لأننا سنحتاجها بعد قليـل. الخبر كان أيضا نقلا عن مصدر محلي، ولا تنسوا أيضا أن تضموا الثلاثين قتيلا إلى الأربعين والعشرات السابقين، والذين قد يفوقون هذا العدد إن أضفنا إليهم من تم قتلهم داخل سياراتهم.


وفي يوم 9\6\2011م تحدث "المؤتمر نت" عن مصرع "عدد من قيادات وعناصر التنظيم الخطيرة".. ومن الضروري أن أورد الفقرة التي تضمنت أسماء القتلى مـن القاعـدة كاملة، لحاجـة في نفس يعقوب ستعرفونها بعد قليل. وتقول فقـرة الخبر: "وقال المصدر إن تلك العمليات أدت إلى مصرع الإرهابي عمار عباده الوائلي أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة ومعه سبعة آخرون من التنظيم, إضافة إلى مصرع الإرهابي أبو علي الحارثي أحد أخطر قيادات " القاعدة " في محافظة شبوة والإرهابي أبو أيمن المصري المسئول الإعلامي للتنظيم والإرهابي علي صالح فرحان "أمير التنظيم" في محافظة مأرب, ومصرع عدد من عناصر القاعدة الذين قدموا من محافظة مأرب بينهم الإرهابي مبخوت علي جابر الشبواني وإصابة أخيه فهد علي جابر الشبواني".


هذه الفقرة ستعيدنا إلى الوراء سنة ونصف، إلى 15\1\ 2010م تحديدا، حيث كانت بعض الأسماء الواردة فيها قد وردت في فقرة أخرى تتحدث عن عملية أخرى ناجحة أيضا. ففي خبر "المؤتمر نت" المعنون بـ"مصدر أمني: أبو أيمن المصري بين المجموعة الإرهابية" وردت هذه الفقرة: "وقال المصدر إن الضربة التي نفذتها القوات الجوية اليمنية في تمام الساعة الثانية والنصف ظهر اليوم الجمعة استهدفت سيارتين تقل (8) من العناصر الإرهابية الخطيرة وهم (قاسم الريمي القائد العسكري للتنظيم وعمار عبادة الوائلي وصالح التيس وعايض جابر الشبوانـي، بالإضافة إلى عبدالله هادي التيس وأبو أيمن المصري(مصري الجنسية) ويعرف بصالح الجوفي ويعتبر من اخطر العناصر الإرهابية القيادية في تنظيم القاعدة باليمن والمنظر الأيدلوجي للعناصر الإرهابية في اليمن وهم من العناصر القيادية في التنظيم".


ستلاحظون بكل تأكيد أن "أبا أيمن المصري وعمار عبادة الوائلي" قُتلا في 2010م، بين الجوف ومأرب، وقُتلا في 2011م في مدينة زنجبـار بمحافظـة أبيـن.. وبالمناسبة، الأسماء التي أكد المصدر الرسمي مقتلها في 2010م ظهرت في إصدارات مرئية لتنظيم القاعدة بعد ذلك، كما أن أصحاب تلك الأسماء أقاموا مأدبة غداء في محافظة مأرب شكرا لله سبحانه وتعالى على سلامتهم.


طبعا الخبر أشار إلى أن اثنين من الإرهابيين تمكنوا من الفرار "وتجري الآن ملاحقتهم".. مع أنه تحدث عن قصف دمر السيارتين بمن عليها، بل إن جثة متفحمة للقتيل السادس لم يتم التعرف عليها، بسبب قوة الضربة، فكيف تمكن اثنان من الهرب بعد أن دُمرت السيارتان بالكامل؟!.


كان يمكنهم أن يوردوا أسماء أخرى، لكن يبدو أنه "طقم كامل ولازم ينكتب بالطريقة ده" وحكاية ما بين القوسين أن عادل إمام في مسرحية الزعيم سأل "زنباوي زنباوي" بعد أن قال جملة كلامية طويلة أذهلته: "أنت حفظت الكلام دا ازاي؟" فرد عليه زنباوي: "أصلا دا طأم كامل ولازم يتآل بالطريأة ديه" ولا ندري أي زنباوي في "المؤتمر نت" كرر هذا الطقم في حادثتين مختلفتين.



وفي 11\6\2011م أكد مصدر عسكري أن 18 إرهابيا لقوا مصرعهم وأصيب العشرات عند محاولة مجاميع منهم تنفيذ هجوم مسلح على معسكر اللواء 25 ميكا فتصدى لهم أبطال اللواء وألحقوا بهم خسائر كبيرة فيما لاذ من تبقى منهم بالفـرار، وأضاف المصدر بأن ثلاثة آخرين قتلوا في هجمات أخرى كما أصيب العشرات.


وفي 15\6\2011م قال الموقع ذاته إن مضبوطين ينتمون للقاعدة في اليمن اعترفوا "بدعم قائد الفرقة الأولى مدرع المنشق علي محسن الأحمر للتنظيم لدى محاولتهم السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين".. وهذا يعيدنا إلى الفقرة السابقة التي طلبتُ منكم أن لا تنسوها، وهي: "بعد أن تم إخلاء جرحاهم وقتلاهم من مكان المواجهات" فمنذ بداية المواجهات وحتى يوم 15\6\ 2011م لم يتحدث المصدر عن أسير واحد من القاعدة وقع في أيدي الجيش، رغم حديثه شبه اليومي عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر القاعدة، بل إن الحديث عن القتلى والجرحى كان يعتمد في معظمه على مصدر محلي، فمن أين أتى هؤلاء المضبوطون الذين اعترفوا بتورط قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر بدعم علي محسن الأحمر لهم؟!.


وفي 16\6\2011م قال الموقع إن أجهزة الأمن ضبطت عشرة من عناصر القاعدة في محافظة عدن كانوا يستقلون سيارتين، وعثر رجال الأمن في إحداهما على أسلحة.. قد لا يبدو لهذا الخبر أهمية، لكننا في صدد حصر أعداد عناصر التنظيم التي تعاملت معه الأجهزة الأمنية بالقتل أو الإصابة أو الاعتقال.

أعداد قتلى القاعدة المفصلة التي تقدم ذكرها تفوق العدد الذي أوردوه جملة بثلاث مرات، علما أن المصادر الرسمية اعترفت بمقتل 80 جنديا في المواجهات خلال ذات الفترة، مع أن ما ورد في أخبارهم المفصلة، أقل من هذا العدد بكثير.

الجدير بالذكر أن المصادر الرسمية كانت أشارت إلى أن عدد مقاتلي القاعدة في محافظة أبين لا يتجاوز الـ"200" مقاتل، وبعد الانتصارات الساحقة التي قالت إنها حققتها، والتي أدت إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، اضطرت لرفع العدد إلى "500" مقاتل، حتى يتناسب مع "أخبار القتل".


وتشير التقديرات الدولية إلى أن عدد أفراد تنظيم القاعدة، في اليمن ككل، يصل إلى ثلاث مئة مقاتل، وإذا ما صحت هذه التقديرات، وصحت أخبار القتل التي تحدثت عنها المصادر الرسمية، فإن تنظيم القاعدة أصبح في خبر "المؤتمر نت" وخبر هذا الموقع لا يأتي مرفوعا كخبر "إن" ولا منصوبا كخبر "كان" وإنما يأتي "مقتولا" على الدوام.

عن الناس بالاتفاق مع الصحيفة.