حضرموت ثورة... حتى لا ننام على قطع الكرتون / عادل بامخلاة

[حد من الوادي]

ثورة... حتى لا ننام على قطع الكرتون

عادل بامخلاة
الثلاثاء , 21 يونيو 2011 م

جمعتني جلسة مع احد المقيم في وطني منذ أكثر من خمسة عشر سنه ويعمل في المجال الصحي , تحدثنا في عدة مواضيع حتى وصلنا للمقارنة بين وطني ووطنه وفي ذلك السياق عبر هذا المقيم عن استغرابه من الشعب اليمني , حين قال لي كيف أفسر شعب فيه من يفترش ساحات الحدائق والشوارع ليلا , لينام على قطعة من الكرتون الورقي , وفي الصباح يلف تلك القطع ويذهب حاملا صورة الحاكم مهللا ومعظما لذلك الحاكم ليمنحه صوته الانتخابي لإعادة إنتاج ما هو قائم وليستمر في ذلك الوضع و النوم على قطعة كرتون .. حينها لم استطع تبديد استغراب هذا المقيم بل وجدت نفسي أشاطره هذا الاستغراب .. في ما وصلت إليه حالة شعبي والعالم انتقل للألفية الثالثة وفي وطني هنا لايزال من يعيش حياة العصر (الكرتوني) ..

بعد مرور خمسة عقود على ثورة جاءت ضد الظلام والجهل والفقر تعجز انجازاتها التي يصدح ويتغنى بها أعلام الحاكم صباحا ومساءا تعجز أمام قطعة كرتون..

واليوم يشهد وطني ثورة بيضاء.. تنشد نهارا بشمس الحرية والكرامة . ثوره ضد قطع الكرتون.. ضد من أرادوا لنا حياة الكرتون, وغيبوا التعليم إسهاما منهم في توسيع الجهل وفق مشروع تجهيل الأجيال , مع تعميم انتشار بيئة غنية بالأمراض وتعليق خدمة التطبيب والرعاية الصحية المجانية, في حين استباحوا ثروات وطني لتغذية أرصدة من هم في داخل دائرة الحاكم... ولم يبق للمواطن غير ما يوفر قيمة قطعة كرتون...

نعم.. أنها ثورة ضد قطع الكراتين ... ضد من أرادوا ويريدون استمرارا للحياة الكرتونية للشعب .. هذا الشعب اليوم يثار ويقدم عشرات الشهداء ومئات الجرحى في سبيل الخلاص والانعتاق من الحياة الكرتونية .. ثورة تصنع نهارا مشرقا لوطني .. تصنع حرية حقيقية وعدل ومواطنه سوية ثورة تطهر بدماء الشهداء الزكية كل شبر من ارض وطني .. حتى تخلو ارض وطني من (الفاسد) والمفسدين.. ومن كل عابث .. وعابثين ومروجين لحياة الكراتين...