الجنوب العربي"نداء إلى .. من تهمهم القضية الجنوبية ومستقبل أبناءه.

[حد من الوادي]

نداء إلى .. من تهمهم القضية الجنوبية ومستقبل أبناءه.

الأحد , 26 يونيو, 2011, 11:41
حسين مثنى العاقل

يا أبناء الجنوب الأحرار.

اليوم.. تمر قضية شعبنا الجنوبي في محك التحدي واختبار الجدارة في تحمل المسئولية التاريخية أمام الله أولا، وتجاه تضحيات الشهداء والجرحى ثانيا، وأمام شعبنا الصابر على جور الاحتلال اليمني الغاشم ثالثا. فجميع المناضلين دونما استثناء من قيادة وقواعد الحراك السلمي الجنوبي سواء كانوا في الداخل أو الخارج، أو كانوا في أجهزة السلطة المحتلة وفي مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، أنتم اليوم (جميعا) في هذه اللحظة العصيبة... أمام خياركم الاستراتيجي، وفي مرحلة الفرصة المناسبة التي تفرض عليكم اتخاذ القرار الحكيم والصائب لتصنعوا به وتتوجوا من خلاله أهدافكم السياسية ومشروعكم الوطني العظيم والمتمثل أساسا باستعادة حقكم التاريخي في السيادة القانونية على كامل مساحة دولتكم المغدور بها عام 1994م، والمعروفة دوليا باسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" والبالغ مساحتها البرية والبحرية بحسب الإحداثيات الفلكية "الجغرافية" بأكثر من 338 كم2 ، بالإضافة إلى مساحة الحدود البحرية للمياه الإقليمية والمحددة بحوالي 12 ميل بحري وفق الاتفاقيات والقانون الدولي في كل من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي.

أنتم اليوم .. على موعد مع القدر لتقطفوا ثمرات التضحيات الجسيمة التي قدمها قوافل من الشهداء الأبرار وسفكت من أجلها أنهارا من دماء أعداد لا تحصى من الجرحى، وساهمت طوابير طويلة من المعتقلين ومن الشرفاء والمناضلون الجنوبيون الأوفياء في الداخل والخارج في سبيل تخليص أرض الجنوب وتربته الطاهرة من رجس الاستبداد والاحتلال .. وتحقيق حلم أبناءه في الحرية والكرامة والاستقلال ..

لذلك : وعلى طريق استلهام هذا الخيار وبلوغ أهدافه السامية وفق ما تقتضيه ظروف ومستجدات اللحظات الواقعية والمرحلية !؟. والتي أن فاتتكم فرصة استغلالها.. وبقيتم لا سمح الله كما هو الحال تتقاذفكم الأهواء والأمراض الذاتية، وتستهوي البعض منكم افتعال المناكفات المعيبة، وارتكاب الحماقات التافهة .. في البحث عن عوامل التباينات والاختلافات غير المبررة، والتي للأسف دأب البعض من المناضلين على ممارسة توسيع هوة التنافر بين شركاء الهدف والمصير الواحد.. وهنا يخجل الإنسان الجنوبي الصامد بمواقفه والمضحي بروحه في ميدان التحدي والاستبسال، أن يحس ويدرك بهذه الظواهر المحبطة بين صفوف قياداته، بل ويشعر بالحسرة والغبن عندما يجد انعكاساتها المخيبة للأمل في تكتلات مريبة داخل مكونات الحراك السلمي الجنوبي !؟. وما يحز في النفس والضمير هو أن معظم القيادات لم تستفد من دروس تجاربها النضالية، ولم تتعض بعد من عواقب المناكفات التي يفترض ويتحتم على الجميع أن يتجرد عنها ويترفع ويسمو فوق كل ما يحبط ويضعف الحماس الجماهيري لقوى الحراك، خصوصا في هذه المرحلة التي يطلب فيها توحيد الرأي والموقف والقرار الحاسم .

اليوم ... على قيادة الحراك والمعنية برموز الصف الأول .. أن تلتقي معا وتتدارس بروح نقية وشفافية الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بالقضية الجنوبية، وما هي المصادر الممكنة والمتاحة للبحث عن الموارد والمقومات "المادية" سواء كانت قريبة أو بعيدة ؟؟ لأنها كما نرى جميعا أكبر التحديات للخروج من دوامة المهاترات وعليها تعتمد ميزانية الدولة المطلوب استعادتها.. فهل يمكن لكم أن تفيقوا من غفلة التوهان، وتصنعوا معجزة للتاريخ. ولكم التحية والتقدير أن قبلتم النداء ...
شبكــــة صــدى عـــدن