![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() ماذا جلبت الوحدة لحضرموت ؟ بقلم:ابوخلدون العبيدي الخميس , 4 أغسطس 2011 م صحيح إن بالوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو عام 1990 م انقشع عن حضرموت كابوس الحكم الشمولي الذي كان جاثما على صدور الحضارمة طيلة خمسة وعشرين عاما ! لكن الفرحة ما تمت حيث لم يلبثوا طويلا حتى عاد الكابوس ذاته بعد مضي سبعين يوما و بالتحديد في 2 أغسطس من نفس عام الوحدة وكان الكابوس الأخير اشد تأ ثيرا على الحضارمة بعد إن أصبحوا لاجئين في ديارهم بسبب مغامرات غزاة الشمال في كل من بغداد وصنعاء ! و ما ذلك إلا أول الغيث في علاقة حضرموت بالوحدة حيث انهالت عليها البلاوي تباعا باسم الوحدة والفتح المبين ! . كثيرة هي السلبيات والعادات السيئة والإمراض الخبيثة التي نزلت على حضرموت والحضارمة مع الوحدة وباسمها ! وبإمكاننا ذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر ! وقد ظهر ت نتائج بعض تلك السلبيات على الإنسان الحضرمي وبانت إعراضها بوضوح والخافي أعظم ! وفيما يلي نستعرض بعض ما لحق بحضرموت والحضارمة في ظل ما سمي بالوحدة : • الشجرة الخبيثة : شجرة القات دخلت حضرموت لأول مرة في تاريخها مع دخول طلائع المقوتين الفاتحين رافعي علم الوحدة ولافتات التوحيد فاستباحوا حرمة هذه الأرض الطاهرة وبثوا سمومهم الخبيثة بين أهلها فسقط الكثير منهم ضحايا هذا الداء اللعين وسقطت معهم كثير من القيم والأخلاق الحميدة ! ولا استطيع حصر مساوي وإضرار هذه النبتة اللعينة على المجتمع الحضرمي وما ترتب على ذلك من مفاسد و انحطاط ! وهناك احصائبات وأرقام رهيبة تؤكد سلبيات تعاطي القات على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والصحي والاقتصادي والمؤسف إن هذا الداء محميا ومدعوما من قبل رجال السلطة والنخب القيادية والإعلامية والثقافية وله جيش منهم يدافعون عنه ويروجون لتعاطيه . • التسوّ ل : كان الحضارمة عبر تاريخهم عفيفي النفس ربوا على الحشمة والعزة رغم فقرهم الطبيعي والمستورد ومرت عليهم محن ومجاعات لكنهم كانوا يتوادون فيما بينهم ويتعاونون مع بعضهم عند الشدائد ويعتبرون مد يد التسوّل من النقائص وان حدث ذلك ففي أضيق الظروف وانذر الحالات ! ومع بداية أيام الوحدة غزاهم سيلا من الشحاتين والسلابين والمعوقين وأصحاب العاهات المستديمة والتقارير الطبية المزورة ومدعو العوز والحاجة بأساليب متنوعة وأسباب مختلفة , وجيش آخر من محترفي النصب والاحتيال والمهربين بأنواعهم إضافة إلى قطيع من اللاجئين ومشوهي الحروب وغيرهم ! والأخطر أنهم شجعوا ودربوا بعض الأهالي وأصبح مألوفا أن تتردد بعض النساء و الفتيات الحضرميات والأطفال القصر على المحلات التجارية والمنازل طالبي المعونة بسبب أو بدون سبب وهذا يؤكد مقولة ( المرض يعدي والصحة لاتعدي ! ) • تعدد وتنوع المذاهب : كانوا أهل حضرموت سنيّي المذهب شوافع الاقتداء منذ القدم وكان الأب والابن والحفيد يتجهون جميعا إلى اقرب مسجد بعد سماع كل أدان !وكانت فتاويهم ومراجعهم الدينية واحده ! وبدمجهم في خليط الوحدة تفرقوا شيعا وأحزابا وأصبح كل واحد في طريق ! ناهيك عما يجري بينهم من نزاعات ومهاترات ومقاطعات وتكفير وهذا الأمر خلفه من يدعمه ويشجعه لغاية في نفس غير صالح . • الرشوة : هذه العادة المحرمة أصبحت تتعاطى يوميا وبالمكشوف وفي كل المناسبات الإدارية والتجارية والامنيه والقضائية ولم يعد احد يستنكرها أو يخاف من ممارستها لأنها أصبحت مباحة ومعتمده وإذا تمنع المواطن عن دفعها تتعرقل معاملا ته وأحيانا يعاقب بسبب تخلفه عن دفع الرشوة وينصح بان - يحط يده في عشاه - ( بالتعبير البلدي ) ويخسر بعض الناس قضاياهم وحقوقهم بسبب عدم قدرتهم على دفع ( حق بن هادي ) وهذا السلوك المشين جاء إلى حضرموت مع جحافل المبشرين بالوحدة لأنه جزء من عاداتهم وسلوك أصيل في ثقافتهم . • الفوضى غير الخلاقة : (1) فوضى وعشوائية في نظام المرور -- سيارات بدون أرقام , سواقين بدون رخص قيادة , مركبات بدون صيانة , آليات بدون أضواء , حركة سير بدون تنظيم , شرطة مرور يعرقلون السير , فرض غرامات بدون سبب وبدون رصيد , دفاتر ملكية بدون تجديد , حوادث سير بدون إجراءات قانونية , شوارع بدون إشارات مرور , حمولة بدون مراعاة الأمن والسلامة , إشارات ضوئية بدون كهرباء , سيارات عسكرية يسوقها أطفال . (2) فوضى ومخاطر في الأسواق -- بسطات أرضيه تفترش الممرات في الأماكن الضيقة , بسطات على عربات مزدوجة ثابتة ومتنقلة داخل الأسواق المزدحمة , بيع الخضروات والفواكه والأسماك المملحة بين المحلات التجارية الخاصة بالنساء ومحلات أدوات الزينة والاقمشه والملبوسات , انتشار باعة المقليات داخل الأسواق , الأصوات العالية داخل المطاعم والمقاهي , الغش التجاري والمواد الغذائية الفاسدة والمنتهية الصلاحية , الأوزان الناقصة في عبوات المواد الغذائية , الأسعار المرتفعة في قيمة المواد الغذائية , غياب المراقبة الصحية والتنظيمية في الأسواق . (3) التسيب والانفلات الإداري -- مكاتب إدارية وخدامتيه خاليه من الموظفين , مواعيد غير صادقة تعطى للمراجعين بعضهم قادم من مناطق بعيده , معاملات رسميه مفقودة , معاملات ووثائق مزوره , موظفين يعملون لصالحهم إثناء الدوام الرسمي , موظفين يتقاضون رواتبهم بانتظام ولا يداومون على الإطلاق , خروج المهندسين والإداريين في مهام رسمية يتقاضون عليها اجر و عمولة ويضعون شروط مجحفة على أصحاب المعاملات , ترحيل القرار وبعض الإجراءات الإدارية البسيطة من المديريات والمراكز إلى العواصم لزيادة مخا سير وأتعاب المواطن ... الخ . • الخدمات الصحية : فقد المواطن الحضرمي ميزة كان يتمتع بها قبل الوحدة وهي الرعاية الصحية من قبل الدولة ! حيث كان يلقى العناية الصحية الكاملة مع الأدوية المطلوبة ويحظى بالصدق في التعامل والإخلاص في العمل من قبل العاملين في المستشفيات والعيادات الحكومية ! أما الآن فقد أصبح علاجه ودواؤه وكل ما يلزم على حسابه الخاص سواء في المستشفيات الحكومية على ضعف خدماتها أو في ا لمستوصفات والمستشفيات الخاصة المحلية أو في الخارج , تحويل بعض المرضى إلى العيادات الخاصة ببعض الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية لكسب المال وفي هذا الجانب يطول الحديث . • غول الفساد : الفساد في الأرض منتشر عربيا وعالميا لكنه فساد طبيعي ! أما الفساد في اليمن يختلف في نوعه وشكله وأساليبه ويصعب تصديقه في بعض الحالات ! وفي حضرموت بالذات وضعت له خطط وفنون وفتاوى وسرى بين المواطنين والمقيمين سريان النار في الهشيم فتجده في كل مرفق وفي كل سوق وفي كل مكتب يتنقل كالمرض المعدي الخبيث فهو في البحر والبر والفضاء ولم يسلم منه إلا من رحم ربك ! والعادة إن الفساد أيا كان نوعه يسير بين الناس متخفيا وسرّيا والذي يمارسه يحاول إخفائه ويتكتم عليه حياء من الناس وخوفا من عقوبة وخشية من الله إنما هو في اليمن بشكل عام فسادا عريانا وقويا ومدعوما ومنتصرا في كل معاركه والويل كل الويل لمن يتحداه ويقاومه ! أما الحديث عنه ونقده بصوت عال فلا يضيره ولا ينهيه ! وهنا تتجلى الحكمة اليمانية والأيمان اليماني . • البطالة : جاء الأشاوس من الشمال إلى حضرموت لملاء الفراغ الوظيفي والمهني ففاضت بهم ولم يتركوا موضعا إلا واحتلوه وتركوا أبناء حضرموت يتسكعون في الشوارع بشهاداتهم وخبراتهم مما دفع يبعضهم لمزاولة أعمال غير شرعية كالنصب والاحتيال والانحلال والتهريب ! وهناك إحصائيات وأرقام تدل على ذلك وحكومات الوحدة تشجع القادمين وتحميهم لان أكثرهم جنود للسلطة . • قضم الأراضي : جرى قضم أراضي حضرموت بطريقتين أولها من قبل الإفراد القادمين الذين أتاحت لهم مناصبهم وعلاقاتهم الاستيلاء على أراض داخل المدن وشوارعها وساحاتها دون وجه حق أو حاجة على حساب الأهالي والمصلحة العامة ! وثانيها من قبل دولة الوحدة حيث قسمت أجزاء كبيرة من أراضي حضرموت التاريخية على الجيران كرشوة بحضور من يرفدها بالتأييد من أبناء حضرموت العاقين وكله من بركات الوحدة . ما ذكر أعلاه قليل من كثير مما لحق بحضرموت وأهلها بعد الوحدة ولكن هناك أمر آخر يصعب ذكره مع إن الحضارمة يلمسونه بصورة مباشرة ويفضلون إغفاله والسكوت عنه لكنه يلقي بثقله على نفوسهم ! ذلك الأمر هو الكراهية التلقائية لكل ما هو يمني بعد أن كانوا يتعاملون كجيران محبوبين على اقل تقدير وكان بينهم شيء من العطف والاحترام ولكن للأسف الشديد أتت الوحدة وزرعت بينهم التباغض والتنافر والكراهية وكان المفروض أن يحدث العكس بعد الوحدة ! واخشي أن يتراكم ذلك الشعور وينفجر ذات يوم ويخلف وراءه كوارث لايعلم بنتائجها إلا الله وحده |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|