المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


استقلال حضرموت.. الفكرة والدوافع (1-6) / كتب: محمد بن ماضي

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-15-2011, 01:15 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

استقلال حضرموت.. الفكرة والدوافع (1-6) / كتب: محمد بن ماضي


استقلال حضرموت.. الفكرة والدوافع (1-6)

9/14/2011 المكلا اليوم / كتب: محمد بن ماضي


يتناول كتّاب المقالات الحضارم في هذه الأيام مناهج أكثر عقلانية من منهجي الذي أنوي الخوض فيه اليوم.. فهناك من يرى في النظام بقايا خير وهناك من هو متفائل جدا بالتغيير, بالإضافة إلى من يعقدون آمال كثيرة على فك الارتباط.. وتأتي الفيدرالية كعامل الربط المشترك بين الخيارات الثلاثة السابقة.

يؤمن الكثيرون بأن أنصاف الحلول أو أشباه الحلول خير من التطرف بالرأي بعيدا إلى ما قد يقصم الظهر من أفكار قد تكلف المجتمع الكثير من الخسائر.
قد يكون في هذا القول شيء من العقلانية والحكمة.. ولكن !

لماذا التشبث دائما بأشباه الحلول ؟ ولماذا لا نتمعن أكثر في الحلول الجذرية ذات التكلفة المرتفعة نسبيا ونناقشها ونقدر أرباحها وخسائرها ؟

لماذا الخوف لدى العقلاء بالذات من مجرد قراءة وتجاذب أطراف الحديث عن حلول جذرية قد يكون لها ثمن أكثر كلفة إلا أنها حلول جذرية وحقيقية وليست أشباه حلول أو أوهام ؟
هل تبحث الأمة الحضرمية على وجه الخصوص عن حل جذري لمجتمعها وحضارتها وأجيالها القادمة ؟

أم أنها تبحث عن إيجاد الصيغ التوافقية للخروج باليمن (عامة) من المأزق والعودة إلى سابق العهد الذي لم نعرف عنه سوى الفشل والإخفاقات الإدارية ؟ وهل خروج اليمن من مأزقها الحالي سيسدل الستار نهائيا على معاناتنا وفشلنا المستمر منذ 1967م حتى 2011م ؟ أم أن ما يحدث فورة وليست ثورة شبيهه بتلك الفوره والنشوة التي عشناها في عام 1990م عندما طبلنا وتعشمنا خيرا في مشروع وحدة فاشل سقط بنا إلى أرذل الأوضاع ؟

استقلال حضرموت حلم عتيق طالما دغدغ أحلام الكثيرين من أبناء الحضارة الحضرمية.. وقناعة راسخة في وجدان كل حضرمي من أي عصر كان.. فلا يزال الحضرمي متحزما بقوميته وهويته التي لا يفاخر بسواها بين الأمم العربية (حضرمي) وان اختفى هذا المسمى من المعاملات الرسمية في الوطن العربي في نصف القرن الماضي إلا أنها تبقى مغروسة في ثقافتنا وتراثنا إلى ما شاء الله وعهدا علينا أن نعمل على إعادة إحيائها إن شاء الله, وان قصرت بنا الأعمار فهي أمانة في أعناق أبنائنا وأحفادنا إلى قيام الساعة.. برأيي المتواضع انه في استقلالها وتكوين دولة حضرمية مستقلة عصرية ومنظمة مهما قلت مواردها وثرواتها حل جذري لجميع المشاكل المزمنة التي أرهقت مجتمعنا الصغير من هجرات متكررة وفقر وقصور علمي أضرت بموقعنا الحضاري بين الحضارات العربية المعاصرة.. أم هل نحن الحضارمة ذوي حضارة من الطراز القديم ولا نستطيع مجارات جيراننا من أصحاب الحضارات ذات الطراز الحديث ؟

أم أن حضارتنا العريقة والضاربة في أعماق التاريخ قادرة على المجاراة والبريق والتفوق العلمي والحضاري مجدداً ؟

أن الحديث عن الجهد الإعلامي والسياسي للقصية وذيوعها وانتشارها ينقسم إلى فترات زمنية مختلفة.. بدأت أولاها أيام المرحوم عمر سالم باعباد الذي أسس في عام 1947م أول تنظيم حضرمي سياسي تحت مسمى (جمعية الغرفة التعاونية) التي ضمت العديد من المثقفين والمحامين والأدباء منهم على سبيل المثال عبدالقادر محمد الصبان وأحمد عبدالقادر باكثير وجعفر محمد السقاف وعمر عبود الوقيل وعمر عبدالرحمن السقاف وعلي عبدالله التوي وعبدالرحمن هاشم الحبشي ومحمد صالح الجرو وعلي منصور بن مرعي ومحمد سالم باجري وعمر سالم دومان وعبدالله صالح عايض العامري وسعيد ناصر بن عبدالعزيز وصالح سعيد باعطوة وغيرهم من مناطق حضرموت المختلفة..

وتم تغيير الجمعية السياسية إلى حزب سياسي باسم (المؤتمر الشعبي) في عام 1963 م وقد برز دورها الإعلامي على النطاق الإقليمي ودخلت في الصراع السياسي عندما أطلق باعباد رحمه الله بتاريخ 1963/4/25م مشروع الدولة الحضرمية بمسمى (جمهورية حضرموت العربية) وفي ذات اليوم أعلن دستور الدولة وحدودها كما نشرته صحيفة الطليعة في عددها رقم 85 وقد تعرض رحمه الله بسبب ذلك للملاحقة الأمنية من قبل الاستعمار البريطاني.

وتأتي المرحلة الثانية من النشاط السياسي والإعلامي لرموز مشروع استقلال دولة حضرموت على يد المرحوم عبدالله الجابري في بدايات عصر الجبهة القومية حيث قام المرحوم بنشاطات عديدة على الصعيد القبلي والاجتماعي من أجل لم الشمل وجمع الكلمة لتحقيق استقلال حضرموت وقد توفرت له قنوات اتصال مع أنظمة عربية مجاورة داعمة للفكرة.. وقد تعرض المرحوم الجابري أيضا للملاحقة والمتابعة الأمنية من قبل نظام الجبهة القومية البائد.

وان كان ثمة ما يعيب مرحلتي النشاط السياسي السابق ذكرها فلكون العمل الفردي كان السمة السائدة في كلا الحالتين.. بالإضافة لعدم توفر الزخم الإعلامي الذي يلعب على الدوام الدور الرئيسي في نجاح أي مشروع أممي على سبيل مشروع استقلال حضرموت بضخامته.. وهو ما توفر مؤخرا في عصر الانترنت الذي أمّن لمروجي هذا المشروع فضاء إعلامي رحب ساعد كثيرا في رواج الفكرة.

ولو سلطنا الضوء على عن نشأة الحلم الاستقلالي الحضرمي في الشبكة العنكبوتية (الانترنت) التي بدورها وفرت للمشروع الحد الأدنى من الزخم الإعلامي المطلوب ففي 1999 ميلادية بدأت المسيرة من خلال موقع (ملتقى حضرموت للحوار العربي) وقد كان صوتا خافتا وأسماء لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وكان لي شرف المشاركة بينها.. وقد تحقق لهذه البداية الذيوع والانتشار بسبب توفيق الله أولا ثم الظروف والتقلبات السياسية بالإضافة للأخطاء الإدارية للنظام الحاكم مما ساعد هذه الدعوات بلوغ ما بلغته من ذيوع الصيت وانتشار واسع في مواقع الانترنت بعرض الشبكة العنكبوتية.. حتى خرج للوجود العملاق الحضرمي (موقع المكلا اليوم) بقيادة الأستاذ سند بايعشوت الذي ستشكره الأجيال الحضرمية يوما ما.

وبعيدا عن المراحل والأسماء فلا شك أن هذه المطالبات التي تكررت سواء في زمان باعباد أو الجابري أو ملتقى حضرموت أو المكلا اليوم ليست وليدة نعرة تعصبية أو نزوة سياسية أو أنانية من أجل تحقيق الرغد على حساب محافظات اليمن الشقيقة بل كانت لأجل عدة دوافع هامة وهي الأسباب الرئيسية في نشوء هذه الدعوة وانتشارها.

الدافع الأول:


الخوف على الهوية الحضرمية التي شارفت على الأفول والنسيان جراء ممارسات الطمس في المعاملات الرسمية والوسائل الإعلامية وطالت حتى الوثائق التاريخية وشباب وشيوخ الحضارم من جيل اليوم المعاصرون لهذا الطمس مسئولون عن هذا الإخفاق فيما لو فعلا اختفت هويتنا لا سمح الله جراء هذه الممارسات فقد عاشت الهوية الحضرمية منذ آلاف السنين ولم يشهد أي عصر من العصور خفوتا أو عدوانا صارخا تجاه هويتنا وحضارتنا مثلما يحصل الآن.. وذكرنا لهذا العدوان ليس بقصد اختلاق عذر نتحجج به أمام التاريخ لتبرير إخفاقنا في الحفاظ على هويتنا وإبرازها بل يجب أن نبذل الغالي والنفيس من أجل أن تحترمنا الأمم والحضارات المجاورة كأمة دافعت عن وجودها وبقائها وأيضا لتحترمنا الأجيال القادمة من الحضارمة وان لا نكون في منزلة من يلعنهم التاريخ على صفحاته لتفريطهم في حضارة الأمة وتاريخها.

الدافع الثاني:

الخروج بحضرموت من الوضع الاقتصادي والسياسي المتردي الذي تعيش فيه مقارنة بنظيراتها من الحضارات المجاورة القديمة منها والحديثة التي ازدهرت في هذا العصر فبلغت وبلغ بها أبنائها عنان السماء من حيث الحياة الكريمة للإنسان والأمجاد العلمية والاقتصادية التي بلغوها.. فكثير من المثقفين الحضارم لا يرون في استمرار النظام السياسي والاقتصادي الحالي أو حتى تغييره بالوجه الآخر أو حتى فك الارتباط أي أفق يبعث على أمل يحتمل أن نحقق من خلاله أي نجاح اقتصادي أو حضاري فقد عشنا التجربة الجنوبية ثم الشمالية وكلاهما اخفق..

فهل نبحث عن بديل عن الشمال والجنوب ونستبدله بشرق أو غرب ونضيع أربعة وأربعين سنة أخرى في تجارب فاشلة ؟ فهناك قناعة نمت لدى المفكر الحصيف أن هؤلاء الجيران الجنوبيون والشماليون لن يسدو أبدا وسيبقون يتقاتلون كل كم سنه ويدمرون ما سبق إلى ما شاء الله.. فمن يناير إلى 94 إلى 2011 والحبل ع الجرار !

الدافع الثالث والأهم:


هو ما يراه الحضارمة المغتربين في بلدان المهجر من أن الأنظمة العربية وغير العربية قد اتخذت حديثا نهجا جديدا تجاه معالجة مشاكل البطالة الموجودة لديهم.. ففي جميع بلدان المهجر الحضرمي وعبر القارات يجد المغترب الحضرمي أن الأبواب التي كانت مشرعه قد بدأت بصرف اهتمامها نحو البطالة الموجودة لديها وتعمل تلك الأنظمة بجد بالغ واهتمام نحو توطين الوظائف والتجارة والأعمال المهنية في جميع المجالات.. وهناك دول عديدة قد قطعت شوطا كبيرا في هذا ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم فهذا من حقهم وواجبهم تجاه شعوبهم وان كان هناك من لوم فهو على عاتق الأنظمة التي حكمت بلادنا وأجبرتنا على الغربة كحل وحيد وكأنهم يقولون لنا (اخرجوا برع البلد شوفو رزقكم) بينما أفراد هذا النظام وأقارب الحاكم وبعض المحيطين بهالة الفساد العظيمة في اليمن من مقاولين وتجار وسماسرة قد بلغوا الثراء الفاحش.. فهل أتوا بها من الغربة هم أيضا ؟ أم أن خيرات بلادنا حكرا عليهم وعلى البقية الخروج للخارج من اجل البحث عن الفتات !

ولك أخي القارئ أن تتخيل أثر الضرر المتوقع على المجتمع الحضرمي الداخلي فيما لو حصل أي انهيار للوضع الاقتصادي للجالية الحضرمية المهاجرة والذي سيكون أثره رهيبا على المجتمع الحضرمي ككل في الداخل والخارج ونسأل الله أن يقينا هذا.

وفي حديث سابق مع احد أساتذة الاقتصاد في حضرموت قال لي:


رغم أن لدى حضرموت الكثير من الثروات الطبيعية إلا أنها لا تمثل أي قيمة حقيقية في دوران السوق الحضرمية المحلية ولا للشعب الحضرمي وحضارته وبناء المدن وأن المهاجرين الحضارمة في دول الخليج تحديدا يعتبرون هم الدرع الاقتصادي للمجتمع الحضرمي وأموال التحويلات النقدية التي يقومون بها إلى أقاربهم وذويهم في الداخل هي اللي تبعث قليل من الدوران في عجلة السوق المحلية سواء في المكلا أو سيؤون ولولا هذه التحويلات لكان وضع السوق المحلية أكثر سوء.. وفي حال تعرض هذا الدرع الاقتصادي المهاجر للإخفاق فنسأل الله السلامة فيما يترتب عليه من نتائج كارثية ستهرس كرامة حضارتنا وشعبنا.. وسيطال أذاها مجتمع الداخل قبل المجتمع المهاجر.. وستتسلل تأثيرات الفقر إلى قيمنا وتقاليدنا وستفتك بكل ماتبقى من جمال في حضارتنا وسنتخلى عن الكثير من القيم التي يشتهر بها مجتمعنا الآمن والأمين (حاليا).

إن استقلال دولة حضرموت ليس وليد هوى أو مفاخره.. بل إننا نراه السبيل الوحيد والحل الجذري للخروج بحضرموت وشعبها من عنق الإخفاقات اليمنية المتواصلة والمتكررة.. فطالما كانت حضرموت جزء في جسد اليمن الجنوبي أولا ثم اليمن الموحد مؤخرا إلا أن كلا التجربتين لم تنتجا سوى الفشل الذريع على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.. بالإضافة إلى الطمس الممنهج والمتعمد تجاه التاريخ والهوية الحضرمية (وهل بعد هذا عدوان ؟) وللأسف أن كلا النظامين السابقين متورطون في هذا ! فهل نبحث لنا عن تجربة ثالثة ؟ وهل تراها ستمارس نفس الممارسات للطمس وستنتج نفس الفشل في الاقتصاد ومناحي الحياة ؟


لم يعد أمام التاريخ متسع أيها السادة وعلينا الاتجاه بكل صراحة ووضوح وشجاعة نحو أنفسنا فبحضرموت الدولة إن شاء الله سنحق الأهداف وسنصعد لقطار الحضارة الذي تخلفنا عنه كثيرا وذلك حفاظا على حضارتنا الغالية.

ولكن ما هي الأهداف من استقلال حضرموت ؟ وهل هذه الأهداف قابلة للتحقيق أم أنها ستبقى أماني وأحلام ؟

تقول إحدى الحكم.. كن بلا أهداف لكي تضمن الفشل
وعكسها.. لا تخف من الفشل بعد وضعك الأهداف

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 09-20-2011, 01:39 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


( استقلال حضرموت ..الفكرة والدوافع 2-6)

9/19/2011 المكلا اليوم / كتب: محمد بن ماضي

يقودنا الحديث عن استقلال حضرموت إلى أن نتجرد من الرغبات العاطفية والاندفاعات الحماسية والتطبيل الانفعالي خلف المشاريع السياسية حسب أهوائنا بدون دراسة جيدة .. وحتى لا تتكرر خديعة 1990 م عندما شعر جميع الحضارم في البلاد والمهجر أن جميع مشاكلهم ستنتهي بمشروع الوحدة الذي ما لبث حتى صدمنا بخيبة أمل عظيمة فإننا مطالبون بمناقشة مشروع استقلال حضرموت الذي ندعو إليه بواقعية وموضوعية حتى لا نتهم بالمجازفة وزج الأمة نحو مزيد من التجارب الفاشلة ..

فقد أهدر الحضارمة من عمر ((( حضارتهم ))) 44 عام عجاف في تجربتين فاشلتين مع مرتبة الشرف ولعلنا نلقي نظرة حولنا للحضارات المجاورة لنرى ما أنجزوه في هذه السنوات الـ 44 !! وحتى تشعر عزيزي القارئ بحجم المرارة فإن مقياس الخسارة هنا لا يكون بالمال أو الاقتصاد بقدر ما هي خسارة فادحة في عمر حضارة عريقة نجحت في الخمسين السنة الأولى من القرن الماضي في تحقيق أعظم منجز حضاري دعوي في التاريخ .. حيث يقدر عدد مسلمي اليوم بمليار نصفهم فقط في دول شرق آسيا وشرق إفريقيا التي تعي جميع الحضارات العربية جيدا أن الله يعلم والتاريخ قد سطر بكل أمانة من هي الحضارة العربية التي فتحت تلك البلاد وبأي سلاح فتحتها .. وهذا بتوفيق الله أولا وقبل كل شيء .

فهل أنجزنا كـ ( حضارة حضرمية ) في الـ 44 عام الأخيرة ما يضاهي هذا الانجاز ؟ أو هل حققنا حتى أي انجاز اصغر ولو تناهى صغره ؟
للأسف لا شيء .. سوى أننا وقفنا نتفرج على (حضارتنا – حضرموت ) أمنا الصابرة التي ارهقتها غربة ابنائها وتركوها التجاعيد تفتك بمحياها الجميل والأغراب ينتهكون حرمتها ويجوسون تاريخها الناصع ويحولونها إلى حضارة عقيمة غير قادرة على انجاز أي شيء منجز حضاري ..


ولعلي هنا استحضر الصحابي الجليل عمرو بن العاص في معركة فتح مصر والقبائل الحضرمية قضاعة وتجيب وذو أصبح ومهره وحضرموت وكنده والسكون والصدف تتناهش جيوش الروم فوقف رضي الله عنه واجما متسمرا في مقامه يملئه الاندهاش البالغ وفي سكرة من نشوة النصر وهو يشاهد جيوشه تقتحم أسوار واحدة من أعظم مدن الروم قائلا :

" يا لقضاعة ...!! .. أنها تقتُل ولا تُقتل"

وقد امتدح عمرو رضي الله عنه في شعره قبيلة المهره كثيرا كيف لا وقد اختلطت لحوم مهره بقذائف المنجنيق فصبروا وكسروا شوكة الروم لوحدهم في الإسكندرية وفتحوها بتضحياتهم . ولعل الوقت لا يتسع كثيرا للاسترسال في الحديث عن أمجاد أسلافنا في القادسية ومصر وبرقة وقابس والأندلس وفي معركة بلاط الشهداء الباسلة على أبواب فرنسا .. فذلك حديث يطول وتلك أمجاد قد أضعناها ..!

وبالعودة إلى صلب المقال عن الأهداف الحقيقية لدعاة استقلال حضرموت ..

تقول إحدى الحكم .. كن بلا أهداف لكي تضمن الفشل ..
وعكسها .. لا تخف من الفشل بعد وضعك الأهداف ..

فبدون وضعنا للأهداف يبقى مشروعنا الحضرمي ناقص وغير مكتمل ومعرض للفشل .. فطالما مشروعنا الحضرمي ليس نعرة ولا هوى ولا نزوة ولا مفاخرة .. فما هي الأهداف الحقيقية من استقلال حضرموت ؟

إن تحديد أهداف الأمة الحضرمية وحصرها ليس بالأمر الهين ليتم حسمه في مقال أو حتى اجتماع وليس مهمة كاتب ولا مفكر ولا مؤرخ بل هو مشروع بحد ذاته يجب أن تضطلع الأمة فيه بدورها وتحديد أهدافها وكتابتها ونشرها علنا كوثيقة ( أهداف الأمة الحضرمية ) .. علما أن جميع الأمم الناجحة ودول العالم الأول لم تنجح إلا بعد أن وضعت أهدافها ( مكتوبة ) .. فهل بذلت أمتنا الحضرمية عبر مثقفيها وعلمائها أي مجهود للم الشمل والاتفاق وتحديد أهداف محددة ؟

أيها السادة .. بكل أمانة أقول .. إننا بحاجة إلى مؤتمر عام وشامل لنقرر فيه أهدافنا وآلية تحقيقها..

في نقاش سابق حول الأهداف حاولت بمجهود فردي وضع صيغة معقولة لعدد من الأهداف الضرورية والقابلة للإضافة والتعديل والنقاش .. ولا شك أنها مجموعة خواطر تخرج من إنسان غيور لا ترتقي لان تكون دستورا أو وثيقة حضرمية .. إلا إنني أجدها مناسبة لشغل السطور في مقالي هذا للنقاش حولها والانطلاق منها نحو صياغة أكثر رصانة وشمولية .

أهداف استقلال دولة حضرموت ..

الهدف الأول : تأسيس إدارة سياسية واقتصادية نزيهة لإدارة البلاد من أبنائها , تكون قادرة على انتشال امتنا وحضارتنا نحو القرن القادم .
الهدف الثاني : تنمية الإنسان وتحقيق الرخاء الاقتصادي والأمني .
الهدف الثالث : الحفاظ على الهوية وتاريخ الأمة الحضرمية وترميم صفحات التاريخ الحضرمي .
الهدف الرابع : إسدال الستار على مأساة الهجرة المتكررة التي فتكت بحضارة بلادنا وأفقدتنا كوادرنا .

الهدف الخامس : العمل على بناء قاعدة أكاديمية تعليمية من A إلى Z في حضرموت لصناعة الأجيال القادمة من أبنائنا بمعايير علمية متقدمة تضمن مواكبة تطلعاتنا .
الهدف السادس : الترابط الاجتماعي مع مجتمعات حوض المحيط الهندي من آسيوية وافريقية تربطنا بهم علاقات تاريخيه وهذه العلاقات ثروة ينبغي حفظها وتنميتها .
الهدف السابع : ترميم وإعادة بناء البنية التحتية والخدمية بالكامل من مطارات وموانئ وطرقات وكهرباء واتصالات ومستشفيات .. بما يتوافق مع المعايير العالمية .. وإيجاد آلية لاستمرار تطوير هذه المنشئات من تمويلها الذاتي .

قد يقول قائل مستعجل : قد تكون هذه الأهداف شيء من الأماني أو طيفا من الأحلام ..!

ولكن : هل التمني والحلم حلال لجميع الأمم وممنوع عن الحضارم فقط ؟
سؤال : حسنا .. ما الذي سيضمن لنا أن هذه الأهداف قابلة للتحقيق ؟
جواب : أن تعيش بأهداف خير من أن تعيش بلا أهداف ..

سؤال جريء: هل استقلال حضرموت المزعوم سيحقق فعلا هذه النقطة أم إننا نحرث في البحر ؟ ولن تكون التجربة الحضرمية إلا كسابقاتها سواء الجنوبية أو الشمالية !!
جواب واقعي : حسنا فلنناقشها الأهداف بتروي وبصيرة .. وهل هي أهداف قابلة للتحقيق أو انه طموح بعيد المنال !!


إجابات على بعض التعقيبات في المقال السابق :

الأخ أنس با حنان .. كلامي لم يكن عن كبار التجار والمستثمرين نهائيا .. كلامي كان عن التحويلات النقدية الصغيرة التي يرسلها المهاجرين لأسرهم وذويهم كمصاريف شهرية أو مدخرات وهي عادت تتراوح من 200 إلى 500 دولار شهريا .. وهذه الحوالات هي مصدر الحياة الوحيد للسوق المحلية الحضرمية .. ولا علاقة لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة في حديثي بتلك الفقرة ..

ولعله من المهم الإشارة إلى أن النهضة الاقتصادية في حضرموت لن تنجح مالم تعتمد على أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة .. فعلى سبيل المثال لو صرف النظام اهتمامه فقط تجاه المليارديرات فكم ملياردير حضرمي لدينا ؟ 2 أو 3 أو 4 ؟ طيب كم مليونير لدينا ؟ 10 أو 50 ؟ هؤلاء لو جمعنا ثروتهم جميعا فلن تستطيع تحريك قطاع بسيط في اقتصاد دولة .. وأرى لو أن النظام صرف اهتمامه تجاه أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة ( 100 ألف دولار تقريبا ) فان لدينا مئات الألوف من هؤلاء الشباب المندفع والنشيط وهم جاهزون نفسيا للمخاطرة بسبب التضييق الشديد الذي يعانونه في الغربة وعددهم كبير جدا ولو جمعنا ثروتهم مجتمعة فإنها تفوق ثروة المليارديرات والمليونيرات بأضعاف كثيرة ..

لذلك أنا اتفق معك أن الاهتمام يجب أن ينصب تجاه أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة فهم من ينشئون الأسواق عادتا وهم من يجعلون المدن تزخر بالحياة . كما سيأتي هذا بمزيد من التفصيل في احد الأجزاء القادمة من المقال..

الأخ ابن حضرموت .. عسل دوعن معاد حد اشتراه من يوم غيروا اسمه .. وهيضني حديثك عن MADE IN HADHRAMOUT حلم عظيم يبعث على روح عالية من الحماس .. قال غاندي : القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية بل تأتي بها إرادة لا تقهر .. لذلك إرادتنا هي الطريق لنصرنا إن أردنا النصر .. "نريد دولة حضرموت" .. إذا قلنا هذه الجملة بإيمان وإرادة قوية فسنقهر الظروف والقوى .. وسنقولها لهم في وجوههم ( تحيى حضرموت )

هل سيسجنوننا ؟؟ مرحا بالسجن فليبعث بأعتى سجانيه وليفتح كل زنازينه وسنملئها ونحطم وحشتها بالصبر والثبات ..
سيقتلوننا ؟؟ من قتل دون حقه فهو شهيد ..

ولكننا لن نتوقف عن ترديد ( تحيى حضرموت ) ..

يالهاشمي .. وباعتقادي ان زمن الانترنت قد ولى وقد حقق لنا الأهداف المرجوة ونحن الآن في مرحلة جديدة تتطلب الخروج للشارع .. شاكرا لك ثنائك واطراءك .
أبو ناصر .. سيستقيم الحال بإذن الله وسيصحو الرجال من سباتهم عما قريب إن شاء الله .. فمن ذكرتهم رجال من أصلاب رجال والمعدن الزين يعود للبريق ..
الشيخ خالد با راس .. الربيع العربي قد آتى ثماره في اليمن وحتى لو انطفأت ثورة الستين فثورة حضرموت ثورة في القلوب لا في الميادين ولن تنطفئ بعد اليوم ..

ياليزيدي انتم من حضرموت منزلة القلب والكبد والعينين ..

باحكيم .. عدن الأخرى لا أمل لها للازدهار ومجارات الحضارات الأخرى إلا في حالة واحدة فقط .. أن تقتفي اثر حضرموت في الاستقلال بذاتها والنأي عن بؤر الصراع التي ما فتأت تدمر عدن كل خمس سنوات وتخرب استقرارها .. عندها فقط نستطيع القول بان سنغافورا العرب قادمة ... التركيبة القديمة الحالية للبلاد والسابقة ايضا غير صالحة ويجب أن يعاد التقسيم .. ولنا في دول الملايو واندونيسيا أسوة حسنه ..
استقلال حضرموت.. الفكرة والدوافع (1-6)
  رد مع اقتباس
قديم 09-20-2011, 06:49 PM   #3
علي بن ماضي
شاعر السقيفه

افتراضي

شكرا حد من الوادي على نقل تلك الكلام الجميل والفكر النوير من الاخ محمد بن ماضي ولكن سؤال يطرح نفسه اين من يقول نبدى اين الصوت العالى عندنا اين من يبدا
الخطوة الاولى لتحرير حضرموت اين من يحاول ان يضهر صوته للعلن ويعلن بدايه الشراره الاولى
والله ياخى محمد ان اخواننا في حضرموت مولعين بجلسات القات اكثر ما هم مولعين بتقرير المصير في ضل ثوره دمار اليمن وابطالها الحمران الان هو وقت الجد ولكن لن يتكرر الوقت ولا الضروف اين من يريد التحرر
تحيه وتقدير لكل ثاير غيور ومحب لارضه وناسه
تقبل كل التقدير والاحترام
اخوك علي بن ماضي
  رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 02:48 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


استقلال حضرموت ... الإدارة و الأمن والاقتصاد ( 3-6 )

9/28/2011 المكلا اليوم / كتب: محمد بن ماضي


السلام عليكم .. تحدثنا في العدد الأول المعنون بـ (استقلال حضرموت .. الفكرة والدوافع ) عن الدوافع الحقيقية لقضيتنا وأسباب دعوتنا بإعادة إحياء دولة حضرموت وبينا أن دعوتنا تلك ليست نتاج نعرة عصبية أو (طمع) ورغبة في الاستئثار بالثروات بمنأى عن بقية المحافظات اليمنية الشقيقة كما يظهر في كتابات عدد من منظري الفكر اليمني الجنوبي ممن لا هم لهم سوى تعداد الثروات المكنوزة بحضرموت وإحصاء براميلها حيث اكتست مقالاتهم بطابع الأنانية والطمع في الثروة ويعطي هذا الطابع للقارئ انطباع سيء عن تلك الحركات وحقيقة نواياها إن كانت مبنية عن عقيدة وطنية وإيمان بالقضية وغيرة على الهوية أم أن الأمر لا يتعدى الطمع في ثروات البلاد التي درجوا على معاملتها كـ ( بقرة حلوب ) .

وفي العدد الثاني من سلسلة المقالات هذه المعنون بـ (استقلال حضرموت .. والأهداف السبعة ) تحدثنا عن الأهداف لاستقلال حضرموت والدور المناط بالنظام الحضرمي القادم أن يعمل على تحقيقها إن شاء الله واختتمنا مقالنا ذاك بتسائل كان لا بد لنا من الإجابة عليه لنتأكد إن كنا فعلا مستيقظين و نتحدث بواقعية أم إننا نغط ونحلم :

سؤال جريء:

هل استقلال حضرموت المزعوم سيحقق فعلا هذه النقطة أم إننا نحرث في البحر ؟ ولن تكون التجربة الحضرمية إلا كسابقاتها سواء الجنوبية أو الشمالية !!
وقد اجبنا على التسائل بشكل واقعي وايجابي كما يلي:
حسنا فلنناقشها الأهداف بتروي وبصيرة .. وهل هي أهداف قابلة للتحقيق أو انه طموح بعيد المنال !!
إذا فسنتناول في عددنا هذا من سلسلة المقالات هدفين من الأهداف السبعة التي اقترحتاها .. لنرى إن كانا مشروعين قابلين للتحقيق أم إنهما ضرب من ضروب الرومانسية .. وهل دولتنا التي ننادي لها قابلة للنجاح أم إنها ستكون مصدر بؤس وإحباط ولن نجني منها سوى الفشل أسوة بسابقاتها !!

الهدف الأول

تأسيس إدارة سياسية واقتصادية نزيهة لإدارة البلاد من أبنائها, تكون قادرة على انتشال امتنا وحضارتنا نحو القرن القادم.

حكومة أم إدارة ؟

يلاحظ المتابع لمجمل أحداث العالم وتقلبات الأوضاع السياسية في المجتمع الدولي أن العالم الأول ممثلا بالدول العظمى والدول الأوربية يرسم للكرة الأرضية مستقبل اقتصادي بالدرجة الأولى منفتح طبقا لقوانين العولمة الجديدة , ويدرك جيدا منظري تلك القوى أن هذا لن يتأتى إلا في ضل محيط آمن ومستقر خال من الإرهاب والأطماع والسياسات المتهورة مما يجعل من ( الاقتصاد ) وحدة لقياس و تقييم الأمم والدول في المستقبل ..

ونؤكد هنا أنه لا القوة ولا السياسة قادرة على بناء المجتمعات العصرية والارتقاء بالأمم والشعوب حسب معايير المجتمع الدولي الجديد , بل يجب أن يتم تطويع الحكومات والسياسات لتعمل كـ إدارات اقتصادية تستثمر الموقع الاستراتيجي والثروات والأمن لمصلحة المجتمع بالدرجة الأولى والتكامل مع المجتمع الدولي .. وبالتالي يجب أن تكون إدارة دولة حضرموت المستقبلية أو حكومتها عبارة عن إدارة اقتصادية تدير الشأن السياسي لا حكومة سياسية تدير الشأن الاقتصادي. ولعل هذا المنهج في التفكير تجاه مستقبلنا يتيح لنا آفاق أفضل للنجاح والتمكن من شئوننا وإدارتها باقتدار , فقد عرف عن الفرد الحضرمي انه إداري أفضل منه سياسي ..

وقد امتلكت الأمة الحضرمية على مر العصور في مؤسساتها الأكاديمية وجامعاتها من أبنائها تكنوقراط فطاحله في علم الاقتصاد أشعلوا نهضات اقتصادية بين الأمم والشعوب التي هاجرو إليها فسواء من بين حضارمة الشتات أو البلاد سنجد الكثير من الهامات الإدارية التي لها تجارب ونجاحات باهرة كان من أبرزهم المرحوم ( فيصل بن شملان ) والمرحوم ( فرج بن غانم ) خبير الاقتصاد الدولي واحد الكوادر التي يعتمد عليها البنك الدولي في تحليل أوضاع وإدارة اقتصاد الشرق الأوسط .. وليس بن شملان وبن غانم فقط بل أن هناك عشرات الأمثلة في الداخل وفي مؤسساتها الأكاديمية بالذات ..

أما في دول الشتات .. فلا شك أن الحضارة الحضرمية المهاجرة أنتجت نخبة إدارية سياسية كانت مضرب المثل في حسن الإدارة والقيادة وقد أجادة الجاليات الحضرمية في الخارج في إفراز الكثير من النجوم المضيئة في علم الإدارة وفنون القيادة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر .

الأستاذ عبد الرحمن بابو (بن الشيخ أبو بكر) احد قادة الثورة التنزانية وأول رئيس وزراء لها رحمه الله و الأستاذ علي العطاس وزير خارجية اندونيسيا الأسبق ومن أهم صانعي الأفق الدبلوماسي الاندونيسي رحمه الله و الشيخ خالد بن محفوظ رحمه الله باني إحدى أعظم إمبراطوريات المال عبر العالم والأستاذ محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وصانع نهضتها والمهندس عبدالله بقشان أطال الله عمره قائد إداري اقتصادي نجح في قيادة إمبراطورية اقتصادية ولا زال اسمه يشع بالنجاحات و الأستاذ عبدالله با ضاوي رئيس وزراء ماليزيا الحالي وقائد مشروعها التنموي الجديد ( ماليزيا 2050 ) و الدكتور سعد الدين بن طالب أطال الله عمره قائد مشروع اجتثاث الفساد في اليمن الذي انتهى به الأمر للاستقالة بعد اقتناعه باستحالة تحقيق الإصلاح الإداري في اليمن ومسك الختام الشيخ محمد حسين العمودي احد قادة الاقتصاد الدولي واحد أعظم الأسماء المؤثرة في عالم المال والأعمال على الصعيد العالمي .

إذا مما سبق نستطيع أن نلخص أن هذا الهدف ممكن تحقيقه حسب الإمكانيات المتوفرة في حضرموت .. وتتلخص إمكانية نجاحه في توفر المقومات الآتية :
- ثروة طبيعية ولو كانت محدودة
- إدارة حضرمية للدولة تعمل على أسس إدارية لا سياسية
- كوادر اقتصادية حضرمية لإدارة السوق المحلية بأساليب حديثة ( وهذا ما يبرع فيه شبابنا ولله الحمد ) وهم بكثرة في الداخل وفي الشتات أيضا أصبحوا مهيئون للعودة
- قانون أو دستور وضعي يحكم طريقة التبادل السلمي للسلطة ( الإدارة ) بسلاسة وأمان وهنا يقع تحد كبير وهام إذ أن استمرار تداول السلطة بأمان وسلامة لسنوات متوالية هو الضامن الوحيد لطمأنينة رؤوس الأموال واستمرار تدفق الاستثمارات .

الهدف الثاني

تنمية الإنسان وتحقيق الرخاء الاقتصادي والأمني

أن مجتمعنا الحضرمي هو مجتمع مسالم وأمين .. وتمتاز بلادنا بشكل عام إنها محكمة المداخل والمخارج فللقادم من الشمال طريق إسفلتية واحدة إما أن يسلكها أو يتيه في الرمال.. أما من الناحية الغربية فلا سبيل لمن يريد دخول حضرموت من المرور في مضايق جبلية وعرة ستوفر منطقة أمنية جيدة للتحكم . أما بقية المداخل والمخارج فهي عقاب وطرق جبلية قليلة ويسهل السيطرة عليها إضافة إلى أن شبكة المسالك والطرقات والأصراك التي تربط مناطق حضرموت ببعضها غير معروفة المعالم لغير أبنائها واغلبها يمر بعقاب ضيقة يسهل التحكم بالحركة من خلالها ..

أتذكر في عام 1994 بعيد خروج الحزب الاشتراكي جراء هزيمته النكراء عجت البلاد باللصوص وقطاع الطرق القادمين من خارج المحافظة فكثرت حوادث السرقة والنهب وضاق الناس ذرعا فقام الناس بعقد اجتماع عام لبحث المشكلة حضره كل مكونات المجتمع الحضرمي واتفقوا على أن تقوم كل قبيلة بتأمين ( العقاب ) الموجودة ضمن نفوذها .. وفي خلال 24 ساعة تم القضاء بشكل نهائي على كل حوادث السرقة والنهب وتقهقر اللصوص وقطاع الطرق إلى ما وراء حدود حضرموت وهذا مرهون بالاتفاق وتوحد الكلمة .

أما عن احتمال حصول غزو عسكري منظم فيستحيل هذا اذا توحد آل حضرموت تحت راية واحدة . لان أي جيش نظامي سيخسر الكثير من عناصر التفوق عندما يتيه ويتشتت خلال شبكة الوديان التي تشكل متاهات أهليزية صخرية يحير الفرد فيها فما يالك بالقوافل التي ستكون عرضة للخداع وتشتيت أوصال أي جيش من خلال عمليات الالتفاف والاختصار والدوران وعمليات التحول من المقدمة إلى المؤخرة التي ستوفرها شبكة العقاب الموجودة بالوديان والتي لا يعرف عنها غير أهلها شيء .. ( استحضر الان في مخيلتي أصراك "طرقات" الصيطان والوديان فلا شك أن أهل البلاد يضيعون فيها ناهيك عن الغريب ) .. ستكون مغامرة خطيرة لأي جيش نظامي الدخول إلى هناك ..

أنا متفائل بأن تحقيق الرخاء الأمني في دولة حضرموت المستقبلية سيكون من ابسط المهام إن توحدت الكلمة إن شاء الله .
وبعد استقرار الدولة سيتطلب الأمر إنشاء جهاز امني لحل كافة الإشكالات الداخلية واكرر أن مجتمعنا ولله الحمد بحاجة لقضاء حر ونزيه وعادل أكثر من حاجته لشرطه وأمن مركزي للقمع ..

مقومات تحقيق هذا الهدف :

- توحد كلمة الأمة الحضرمية برأي واحد يقول باستقلال حضرموت
- الإخلاص للهدف فالمشروع الحضرمي هو استثمار يضمن مستقبل أجيالنا
- مبالغ زهيدة من المال لتغطية التحركات والتموين وهي قابلة للاسترداد مستقبلا

الرخاء الاقتصادي ..

نجاح الاقتصاد رهن بتدفق الإيرادات , فمن أين سنأتي بالإيرادات لبنا ء المركز الاقتصادي طالما اننا نستغل كافة ثرواتنا الطبيعية في تغطية نفقات بناء الدولة والمجتمع ؟
الثروة الحقيقية ..

يضن البعض أن ثروات حضرموت تختصر في البترول والأسماك والمعادن ..!

وهذا اعتقاد خاطئ فالثروة الحقيقية تكمن في القوة البشرية المبدعة والخلاقة والقادرة على الدوام على صنع المستحيل فالإنسان القادر على السفر على ظهر مركب أو ناقلة بضائع لابسا وزاره وبضع شلنقات في الكمر .. ليتسلح في الغربة بالصبر والجلد فيصنع بعد سنوات كيان اقتصادي له ارتباطات وعلاقات تجارية دولية لا شك انه الثروة الحقيقية القادرة على صنع وطنا آمن اقتصاديا وقادر على مواكبة المستقبل.

الإنسان المبدع بحاجة للفرصة فقط .. فمن أين سنأتي بالفرصة ؟

وهب الله لحضرموت موقع جغرافي يعتبر هبة ونعمة عظيمة فحضرموت التي تحتل مكان الصدارة على المحيط الهندي يمتلك شعبها شبكة علاقات اقتصادية واجتماعية وعائلية منتشرة في كافة دول حوض المحيط الهندي بالإضافة إلى المنصة المائية العائمة التي أبدع الخالق في مكانها ( جزيرة سقطرى ) والتي تتحكم بالطريق التجاري الذي يربط دول حوض المحيط الهندي بكل من ( باب المندب - البحر الأحمر - قناة السويس - أوروبا ) .

قرأت ذات مره في احد كتب التاريخ الكلاسيكية المترجمة من الإغريقية للعربية أن سكان أوروبا والشرق الأوسط القدماء كانوا يسمون مدينة الشحر الحضرمية ( بوابة الهند ) حيث إنهم لا يعرفون أي سوق آخر يشترون منه المنتجات الهندية وكانوا يعتقدون أن الشحر هي بوابة الهند ..

لم يأتي هذا الاعتقاد عبثا ولا مبالغة بل كانت الشحر بحق هي السوق الاقتصادية لكافة بضائع ومنتجات دول حوض المحيط الهندي والحضارات التي أقامة عليه وكان التجار الحضارمة النشطون عبر حوض المحيط يجمعون البضائع من شتى دول الحوض ويبيعونها للقوافل المتجهة للشمال عبر اليمن ثم الحجاز ثم الشام ثم أوروبا ومصر الفراعنة .. وتمكنوا حينها من إقامة شبكة علاقات تجارية مرموقة .

هذه ليست مجرد قصة نسوقها من التاريخ للتفاخر وذكر الأمجاد ولكنه درس حضاري عظيم يلقيه علينا تجار الشحر القدماء ..

لقد كان لسكان الشحر تجربة اقتصادية في تجارة الترانزيت قديمة وناجحة دامت لمئات السنين إن لم نقل الآلاف .. وهي جديرة بالمراجعة والدراسة والتحقيق لاستنباط الدروس الاقتصادية منها .

وفي ضل توفر الإمكانات الحديثة وتحرر الاقتصاد العالمي الذي لم يعد يرتبط بمكان وزمان ولا يتقيد بحدود سياسية وتوفر عنصر التجار الحضارمة عبر شبكاتهم الاجتماعية ( أقاربهم – النافذين اقتصاديا في الشتات ) المنتشرة في دول حوض المحيط الهندي ( الهند - اندونيسيا - جزر القمر - ماليزيا - سنغافورة - تايلند - كينيا - تنزانيا - الصومال - سيلان ) مستعينين بالتسهيلات اللازمة والتجهيزات المتطورة والبنية التحتية الحسنة والإدارة السياسية والاقتصادية الحديثة .. وقواعد التسويق الموجودة في دول الخليج العربي من تكوين قاعدة اقتصادية لترانزيت البضائع تعتمد على منتجات ومصنوعات وخامات دول المحيط الهندي .. بل انني سأكون مفرطا في التفائل الى الحد بالقول أننا من خلال علاقات بلادنا بالدول المنتجة في حوض المحيط الهندي وعلاقات جالياتنا بالسوق المستهلكة في الخليج وغيره من الدول المرموقة اقتصاديا قادرين على الاستحواذ على الأسد من قيمة السوق الإجمالية سواء في الخليج أو الوطن العربي عامة .
ومتلطبات تحقيق هذا الانجاز هي :

- رأس مال فردي بسيط يكفي للاستيراد والتصدير مدعوم حكوميا
- العلاقات والثقة القديمة والحديثة عبر المحيط الهندي ودول الخليج
- التسهيلات الإدارية اللازمة
- سوق التصريف ( تتصل حضرموت بسوق الخليج عبر منفذ الوديعة البري )
- الاستقرار السياسي ( هام جدا ) وهو مالم يوفره النظامين السابقين .
برأيي المتواضع وغير المتخصص في علم الاقتصاد أن توفير هذه المتطلبات ليس صعب ..

الإدارة السياسية للبلاد ..

يعتمد ما تقدم من طموح إلى ضرورة وجود إدارة سياسية للبلاد ذات طابع اقتصادي منفتح تعتمد منهج التداول السلمي للسلطة بأريحية بعيد عن أي توترات أو مشادات سياسية أو عسكرية لان هذا التوتر أن وجد لا سمح الله قد يكون عنصر تنفير لرؤوس الأموال الراغبة بالاستقرار .. لذلك نحن بحاجة لبذل الوقت والجهود من اجل إخراج نظام حكم سياسي غير قابل للتلاعب والاستغلال أو مثير للخلافات .. فأي خطا هاهنا قد يدمر كل ما سبق ذكره ..

الكادر الحضرمي...

لا شك إن للكادر الحضرمي ( الإنسان ) مواهب متعددة في التجارة العالمية وأساليب تسويقها ولا اشك إننا سنكون العنصر الأقوى في سوقنا بعون الله ولن نجد منافسة من جاليات أخرى كما حدث في الإمارات العربية المتحدة التي تسيد الهنود والصينيون على تجارتها فلا الهنود ولا الصينيون قد تفوقوا علينا في أي مرحلة من مراحل التاريخ وفي عدة دول حصل التنافس فيها .. ولا شك أن لهذا الكادر المؤهل والعامل فعلا في دول المهجر شبكة علاقات تجارية واسعة جدا سواء في الخليج أو الصين أو أوروبا وشتى بقاع العالم وهم قادرون بعون الله على الابتداء من القمة لا من القعر .

مما تقدم يتضح أن صناعة الحلم السياسي والاقتصادي الذي يكفينا تعب وعناء الغربة والهجرة ليس مستحيلا كما كان اعتقد أجدادنا الذين فضلوا الطريق الأقصر نحو الثراء ( الغربة ) بل أن القوانين الحديثة للسوق العالمية ستساعدنا على تحقيق ما استصعب أجدادنا الشروع فيه .. وسنتمكن إن شاء الله من مواصلة التجربة الشحرية القديمة .. فإننا عبر شواطئنا وجزيرتنا سقطرى وعلاقاتنا القديمة والموغلة في دول حوض المحيط الهندي وعلاقاتنا الحديثة في دول الخليج والصين قادرون بإذن الله على بناء بيئة اقتصادية مزدهرة وتحقق لأبناء حضرموت الزخم الاقتصادي الكافي للعمل فيه والاستقرار في الوطن ..

صور وخرائط توضح موقع حضرموت وصدراتها وتوسطها كواجهة لدول حوض المحيط الهندي :

صورة توضح موقع حضرموت الاستراتيجي ضمن حوض المحيط الهندي


صورة توضح خط الملاحة الدولي عبر المحيط الهندي


صورة توضح الواجهة العريضة لحضرموت على المحيط الهندي والموقع الاستراتيجي لجزيرة سقطرى

http://www.mukallatoday.com//pages/D...&C=NewsDetails
يتبع....
  رد مع اقتباس
قديم 11-21-2011, 02:06 AM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


استقلال حضرموت ... الهوية والهجرة والمستقبل ( 4-6 )

11/20/2011 المكلا اليوم / كتب: محمد بن ماضي


السلام عليكم .. اعتذر للتأخير في إصدار العدد الرابع من سلسلة المقالات هذه وذلك بسبب السفر لأرض الأجداد .. في الأعداد السابقة من سلسلة مقالاتنا تطرقنا لعدد من الأفكار التنظيرية لمشروع استقلال حضرموت وذلك لتسليط الضوء حول التساؤل عن مدى إمكانية نجاح هذه الدولة المرتقبة .. فابتدأنا في حلقتنا الأولى بالحديث عن الدوافع التي دفعت عدد من مفكري حضرموت إلى إطلاق هذه الدعوة وكان أبرزها استحالة وجود أي مخرج أو حل للوضع الاقتصادي المتردي لأهل البلاد في وضعها الراهن ..

ثم في المقال الثاني وصلنا لقناعة أن أي مشروع بلا أهداف محددة وواضحة لن يكتب له النجاح وقد اقترحنا سبعة أهداف طرحت على أساس توضيح صورة المشروع للناس والحفاظ الشفافية التي تلزم كل من يرغب تبني هذا المشروع والعمل من خلاله .. إلا أن وضعنا للأهداف يتطلب منا وضع التنظير اللازم والكافي لتبيان مدى إمكانية نجاح هذه الأهداف وهل هي أهداف قابلة للتحقيق أم أنها مجرد كلام تنظيري ووهم لذلك كانت الحلقة الثالثة لمناقشة الهدفين الأولين من أهداف استقلال حضرموت .. وهما : الهدف الأول الخاص بـ "الإدارة" أو ما تعارف على تسميته بـ (الحكومة) والهدف الثاني المتعلق بالرخاء الأمني والاقتصادي لسكان هذه الدولة .

في هذا العدد الرابع من سلسلة مقالاتنا ننوي تسليط الضوء على ثلاثة أهداف من الأهداف السبعة التي طرحناها في العدد الثاني ..

الهدف الثالث من أهداف استقلال حضرموت السبعة :
الحفاظ على الهوية وتاريخ الأمة الحضرمية وترميم صفحات التاريخ الحضرمي .

يلاحظ القارئ في كتب التاريخ والسرد والرواية وخصوصا في بعض الكتب المؤلفة من قبل مؤلفين حضارمة عاصرو نظام ( الحزب الاشتراكي ) ووحشيته القمعية ومؤلفين آخرين عاصرو نظام الوحدة اليمنية الذي لا يتورع عن التزوير واستخدام شتى أساليب "النشل" التاريخي ... أن بعض هؤلاء المؤلفين الحضرميين قد شرعنوا للصوص التاريخ سواء اليمنيين أو غيرهم وفتحوا المجال على مصراعيه لنهب وسلب الكثير من المنجزات الحضارية للشعب الحضرمي لصالح ( الشعب اليمني ) وشعوب أخرى وليس ببعيد عنا قبل أشهر صدور رسالة دكتوراه للباحث اليمني يحيى محمد أحمد غالب المدرس المساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة إب ، حملت عنوان ( تاريخ الهجرات اليمنية إلى جنوب شرق آسيا ، إندونيسيا ، ماليزيا ، سنغافورة ، في النصف الأول من القرن العشرين ) وكرس المؤلف جل اهتمامه لسرقة حق حضاري في مجال الدعوة الإسلامية والنهضة الأدبية الحضرمية في شرق آسيا ونسب كل ذلك لشعب آخر مختلف وهو الشعب اليمني الشقيق .. أن هذه المحاولة الأخيرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ضل هذا الفلتان الذي تشهده المكتبة الحضرمية , ولن استرسل كثيرا في سرد بعض الوقائع المشابهة بل أن أي منكم لا بد وانه قد مر على ذاكرته يوما بحوادث مشابهه بل العشرات من محاولات النهب للفنون والتراث والأدب والموسيقى والتاريخ والحضارة وهذه النشاطات في مجملها تشكل ظاهرة طمس واسعة ومقصودة ضد الحضارة والتراث الحضرمي والهوية التاريخية للإنسان الحضرمي التي سعى النظامين اليمنيين السابقين بكل جدهما لأجل طمسها عنوة تارة بالرقم خمسة وتارة بمشاريع التقسيم وتغيير المسمى ..

الحفاظ على الهوية لن يكون إلا بالحفاظ على التاريخ .. والعكس صحيح ..

والمستقبل رهينة الماضي المجيد ..
إن كنا حريصين على الدور الحضاري لنا كشعب يهتم بهذه الحضارة التي توارثناها عن أسلافنا .. فإن حفاظنا على هذه الحضارة والهوية لن يتأتى إلا بإقامة دولتنا وإعادة تنقيح ما كتب في كتب التاريخ بشكل يضمن لنا البقاء كهوية وحضارة وإعادة ترصيع كتب التاريخ بهذا الاسم الباهظ الكلفة حيث دفع أجدادنا دمائهم وجهودهم ومواقفهم وسنين حياتهم لأجل بريقه ونضارته ونحن اليوم كجيل جديد نتحمل مسئولية الحفاظ على هذا الإرث بل والقتال دونه .. ولن يتأتى هذا إلا بقيام دولتنا المنشودة وتنسيق فريق عمل متكامل من مؤرخين وباحثين وفنانين ورواة لأجل إصدار المؤلفات والدراسات وحث أبنائنا الطامحين للدخول إلى كليات التاريخ والتخصص في هذا المجال مقابل حوافز لن تكلف الدولة الكثير . بالقليل نستطيع الحفاظ على ارث الشيبان الله يرحمهم .. وعلى الدولة التكفل بنفقات الطباعة وترويج هذه المؤلفات الجديدة وإصدارها في أحسن صورة ولا اضن اننا بحاجة لثروة هائلة لأجل هذا ..

يتطلب نجاح هذا الأمر بناء مؤسسة إعلامية حضرمية تعنى بالتاريخ والأدب والفنون وتتبنى الإرث الحضرمي العربي والعامي منه وتعمل على إصدار برامج وثائقية توثق للهوية الحضرمية والمنجزات الحضارية القديمة والجديدة إن شاء الله .. ولقد شهد الكثيرين منا مدى النجاح الذي حققه فلم واحد اعد على نفقة رجل الأعمال مرعي بن محفوظ ومدى ايجابية النتائج المبهرة التي حققها علما انه اجتهاد شخصي لم يكتب له الكمال ..

إن آلية تحقيق هدف الحفاظ على الهوية لن تكلف الكثير ولكنها ستحافظ على الثمين عملا بالمثل الحضرمي ( مكّن الغالي بالرخيص ) ولا شك أن ( حضارتنا) وارثنا وهويتنا وتاريخنا من أغلى ما نمتلك فلا يملك الحضرمي اليوم في سوق الاقتصاد أفضل وأغلى من سمعته التي اشتهر بها والتي تثلج الصدور والحمد لله عند رؤية انطباع السائل عندما يسألك ماهي جنسيتك فتجيبه بقولك ( حضرمي ) .. وهذه السمعة هي جزء من الحضارة المعرضة حاليا لخطر اليمننة المفروضة علينا عنوة .

اقتبس هنا فقرة من احد كتب الدكتور محمد ابو بكر حميد :

لقد كتب د. يعقوب الحجي الكويتي الجنسية مدفوعا من حكومة بلاده مؤلف يضم ما يربو على سبعمائة صفحة عن ( رجل واحد ) من رجال الكويت الأفذاذ هاجر إلى إندونيسيا , فليت شعري كم من المجلدات وآلاف الصفحات التي يحتاجها الباحثون للكتابة عن أفذاذ الحضارم الذين يعدون بالعشرات من مثل الشيخ عبدالعزيز الرشيد للكتابة عنهم في كافة المجالات التي أسهموا بها في خدمة الدعوة والتعليم والعلم والأدب والصحافة والتجارة في إندونيسيا وفي غيرها من المهاجر التي استوطنوها, إنها مهمة جسيمة بل مسئولية من يقوم بها!

وإجابة على سؤال د. حميد في آخر الفقرة نقول : لن يقوم بهذه المهمة إلا الدولة .. وبدونها لن تجد إجابة على سؤالك فالحضارم من اسخى الشعوب في التبرع على المشاريع الخيرية وعلاج الفقراء وإطعام الجوعى .. إلا أنهم قلة جدا الحضارم الذين يوافقون على التبرع لأجل الحفاظ على الثقافة الحضرمية ..

الهدف الرابع من أهداف استقلال حضرموت السبعة :

إسدال الستار على مأساة الهجرة المتكررة التي فتكت بحضارة بلادنا وأفقدتنا كوادرنا .
لا شك أن للهجرة سلبيات كثيرة تفوق ايجابياتها فهي من أهم أسباب افتقاد البلاد للكادر الجيد القادر على انتشال وطنه من الدرك الذي يتردى فيه ..

أن الهجرة الحضرمية قديمة جدا وربما يصل قدمها إلى عصور ما قبل التاريخ الميلادي ..

وليس في المجال متسع للحديث والتوسع ولكن سنركز على الهجرة الأخيرة التي تلت قيام نظام الجبهة القومية في الجنوب العربي وحضرموت في 1967 م ولعلها كانت اشد الهجرات فتكا بالمكانة الاقتصادية لحضرموت المحدودة إذ عمل النظام الاشتراكي حينها على ممارسة أصناف الوحشية في الانتقام من المواطنين الحضارم وتفنن في ابتكار أنواع العقاب الجماعي والفردي فعرفنا في عصره عقوبات السحل والشق بالشد لأعضاء الجسم بعد أن تربط أطراف المحكوم باللاندروفرات والخطف ودخول البيوت وانتهاك حرمتها ما دفع الغالبية العظمى من الكوادر القيادية في حضرموت سواء السياسية أو الاقتصادية أو الدعوية للهجرة بدون أي احتمال للتفكير العكسي ..

فتحولت حضرموت في عشر سنوات فقط من منارة من منارات الحضارة في الجزيرة العربية تعليميا واقتصاديا ودعويا إلى سجن كبير لا يوجد فيه غير البؤس والخوف والاضطهاد واستمر الحال حتى عام 1990 م

اختفاء الطموح الشبابي هو أساس المشكلة ..
تعاني حضرموت في العصر الحالي من اضمحلال في الروح ( الطموحة ) فقد تحول طموح كل شاب ينشأ ويبلغ سن العمل من محاولة النجاح في بلاده إلى مجرد ( فيزا ) فهذا الشاب الذي يفترض أن يكون عنصر فاعلا في دورة اقتصاد وبناء وطنه لم يعد يطمح سوى إلى فيزا تفتح له أبواب هذا السجن الكبير والهجرة نحو المجهول .. ومن ثم تلقي الصدمات تلو الصدمات في المهجر وقضاء بقية ما تبقى من عمره للتعافي من هذه الصدمات ..

( تحسبهم اغنياء من التعفف )

وحسب إحصائية غير رسمية فان هناك في الغربة يوجد شخص من بين كل 15 شخص مهاجر يحقق نجاح اقتصادي .. أما البقية يبقون في العمل بالحد الأدنى من الأجور .. ولا تغركم سمعة الحضارم بالغناء والثراء ففي الحقيقة ان الشعب الحضرمي شعب فقير جدا مقارنة ببقية الشعوب المجاورة والحمد لله .. ولكن سمة ( العفة ) التي يتميز بها الحضرمي وان لا يشكي حاله المادية لأحد هي سبب أن وصموهم بالثراء وهم ابعد ما يكونون عن ذلك ..

وأتذكر في حديث سابق بيني وبين شخص من مشرفي الجميعات الإغاثية السعودية اخبرني انه اندهش بسبب كثرة الأسر الحضرمية لتي تعيش تحت خط الفقر في بلد غني جدا كالسعودية .. فالمعروف عن الحضارم أنهم أثرياء .. فأجبته بقول الله تعالى: {الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } البقره 273

وان كانت الهجرة والحوالات النقدية قد أمنت للمجتمع الحضرمي في (الداخل) الفتات ليقتات عليه في مستوى معيشي أدنى من الكريم ( مقارنة بالشعوب المجاورة ) إلا إنها في الجانب الآخر أسدلت الستار نهائيا على أي أمل أو حلم في إعادة بناء الوطن وإعادة دورته الاقتصادية التي قضى عليها الحزب البائد ..

وبطبيعة الحال ان علاج هذه السلبية ليس بالأمر الهين ولكنه ليس المستحيل ..

إن تأمين سوق اقتصادي محلي داخل البلاد الحضرمية يضمن لكل شاب ناشئ ابتداء مشروع بسيط سواء تجاري أو صناعي أو زراعي .. سيكون نفسه من خلاله كفيل بوقف هذا التسرب الهائل للثروة الإنسانية التي تغادر البلاد .. وتوفر حالة الاستقرار السياسي في البلاد حتما سيساعد في نمو هذا السوق شيئا فشيئا وتدريجيا سيعمل هذا النمو ( مهما كان محدود ) على استقطاب كوادر سبق ان هاجرت في السنين الخوالي .. بدأ بصغار رؤوس الاموال وانتهاء بعمالقة الاقتصاد الحضرمي في المهجر ..

توفير السوق الاقتصادي ..

لا شك أن حضرموت تتلقى يوميا سيلا من الحوالات القادمة من المهجر تعمل عصابات النظام الحاكم على اقتطاع 50% منها تذهب إلى صنعاء عبر نبتة القات والهاتف الجوال والمحروقات وهي القطاعات التي يسيطر عليها متنفذي النظام وعصاباته ولا يتبقى من هذه الحوالة سوى 50% تستثمر هذه التحويلات إما في النواحي المعيشية أو البناء أو المعدات أو الزراعه والمتوقع من دولتنا المنشودة وقف نزيف الحوالات هذا فهذه الأموال المحولة المحدودة مضافا إليها الاستقرار السياسي والاقتصادي لسنوات تلو السنوات حتما سيحقق نمو مقبول ومعقول .. ومهما كان هذا النمو محدود إلا انه نمو يضيف إلى رصيد الاقتصاد الوطني رقم مهما كان بسيط ..

إن عمر الأمم لا يقاس بعشرات السنين ولو استطعنا تحقيق الاستقرار فان بضع عشرات السنين من النمو المحدود كفيلة بوقف تسرب العنصر البشري الثمين .. كما أن لوقف هذا التسرب ايجابيات ستزيد من نمو السوق وسيسهم وقف التسرب الإنساني في تضخم الطاقة الشرائية للسوق المحلية .. مما سيزيد من توسع سوق (العرض) وتضخمها .. وهو ما سيوفر المزيد من الفرص لأجيال قادمة لدخول معترك الحياة الاقتصادية وإقامة مشاريعها وتجارتها ..

الموهبة التجارية لدى الحضارم

من المعروف أن الإنسان الحضرمي المٌهمَل في الغربة يعمل بأجور بخسه يعتبر من أفضل العناصر التجارية الموهوبة فقد تمكن الحضارم في بلادهم سواء أو في المهجر من ابتكار عشرات الطرق التجارية الإبداعية ولا ينكر أي مهجر من مهاجر الحضارم نجاحاتهم وإبداعاتهم فقط طوروا أنواع التجارة في كل من الخليج ودول آسيوية وافريقية بعد أن كانت التجارة مجرد تجارة تقليدية .. ونشهد اليوم في الخليج نشوء عشرات الشركات التابعة لمهاجرين حضارمة حملو جنسيات تلك البلاد كيف تمكنوا من اختلاق آفاق اقتصادية في أعمال لم تكن معروفة ومجالات لم تكن مطروقة من قبل ..

الهدف الخامس : العمل على بناء قاعدة أكاديمية تعليمية من A إلى Z في حضرموت لصناعة الأجيال القادمة من أبنائنا بمعايير علمية متقدمة تضمن مواكبة تطلعاتنا .
الهدف يقول باستغلال الثروة المتاحة (قياسا على الحاضر) وصرفيها في إنشاء وإعداد منشئات تعليمية قادرة على تحقيق الاكتفاء للأمة الحضرمية وتعليم أبنائهم تعليم راقي ونافع وبشهادات قادرة على تحقيق الغاية منها في جميع أقطار العالم ..


اعتمادا على المعلن من الثروات الحضرمية فان إنتاج حضرموت من النفط يقدر بـ 400 ألف برميل نفط يوميا ( 800 ألف في أقوال أخرى ) + 150 ألف اونصة ذهب سنويا ( حسب تقرير شركة دبي للمعادن التي تنقب في مديرية المكلا ((فقط ))) + 18 تريليون متر مكعب احتياطي من الغاز الطبيعي المسال + الإنتاج السمكي الذي لا نعرف عنه أي شيء !

وفي حديث عابر ذات مره مع احد المطلعين على الأمر أن حضرموت تدر 100 مليون دولار يوميا على خزينة الدولة اليمنية حسب تعبيره ( خذ 100 كل ما شرقت الشمس ) .. وبعيدا عن تصديق مثل هذا الرقم الكبير من عدمه إلا أن حضرموت تنتج ولله الحمد دخلا يوميا معقول و قادر على إنشاء جامعة نموذجية في كل مدينة من المدن الكبيرة والإنفاق عليها ..

إلا أن الأمر يتعدى هذا فنحن في القرن الواحد والعشرين قد حدث تطور كبير في المستوى النوعي للتعليم ولم يعد ذاك المفهوم اليمني للمدارس العتيقة والتقليدية بقادر على إنتاج أجيال قادرة على مواكبة العصر.. فالمدارس الابتدائية ومناهجها قد تغيرت كليا وقس على ذلك بقية المراحل ونحن بحاجة لإعادة بناء كامل وشامل لكافة أجزاء المنظومة التعليمية ومناهجها وإعادة تأهيل المعلمين بالإضافة للجامعات الحديثة والمعاهد وكليات تخريج المعلمين .. ومشروع بهذا الحج لا شك انه بحاجة لمخصصات مالية جيدة إلا أن نتاجها سيكون محمودا بإذن الله ..

إن عملية تطوير التعليم في حضرموت هي الحجر الأساس في مشروع النهوض بالأمة ويتعلق هذا الهدف من أهداف استقلال حضرموت بجميع الأهداف الأخرى وهو جزء أساسي من تنمية الشعوب ..
  رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 01:34 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


استقلال حضرموت ... علاقاتنا التاريخية وجسور الاتصال ( 5-6 )

12/5/2011 المكلا اليوم / كتب: محمد بن ماضي


في الأجزاء الأربعة السابقة من هذه السلسلة حول استقلال حضرموت تناولنا الدوافع الملحة التي تدفعنا لتبني مشروع الدولة المستقلة من أجل الحفاظ على حياة كريمة للإنسان الحضرمي وكون المشروع ضرورة من أجل الحفاظ على استمرار تألق الحضارة الحضرمية ثم تناولنا أهداف المشروع بالتفصيل ومن خلالها بينا تفاصيل ما تحدثنا عنه بالإيجاز في المقدمة بشرح مسهب وتحققنا من إمكانية نجاحنا في تحقيق هذه الأهداف .. وبقي لدينا هدفين اثنين سنناقشهم في هذا الجزء قبل الأخير ..


الهدف السادس

الترابط الاجتماعي مع مجتمعات حوض المحيط الهندي من آسيوية وافريقية ممن تربطنا بهم علاقات تاريخيه .
العلاقات الاجتماعية للحضارة الحضرمية عبر القارات والمحيطات كانت في تلك الأزمان عماد إدارة المجتمع إن لم نقل الدولة ورافد مهم من روافد التنمية في المجتمع الحضرمي القديم فقد لعبت دول الشتات الحضرمي دور محوري وهام في فصول تاريخ الأمة فوفرت للإنسان بديل دافئ يلجئ إليه في كل سبات اقتصادي يمر على بلادنا .. ولا ريب أن أي مجتمع يحترم حضارته إن كانت عريقة سيكون لحوحا في هذا الاتجاه نحو تطوير وشائج العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بينه ومجتمعات الدول المحيطة بحوض المحيط الهندي ودول الخليج العربي ..

وبفضل الأجيال السابقة استطاع الحضارمة من اكتساب سمعة حسنة لهم في كافة دول الشتات فكانت عنصر قوي في نجاح الاقتصاد الحضرمي عبر المهاجر .. وبها تفوقوا على اعتي جماعات الأعمال في جزر الهادي البعيدة , وهم العصب الصينية , ورسخوا أعمالهم وحضارتهم ومعها دينهم ومبادئهم . ومازال السجل الحضرمي الفردي يزخر بأعظم الأمثلة من الرجال الذين حازوا السمعة الحسنة والذكاء الخارق معا ليس في الأعمال والتجارة فقط .

إن ما تركه لنا أسلافنا من علاقات اجتماعية تشهد بالسمعة الحسنة للإنسان الحضرمي وترفع من درجة ائتمانه كونه مطرح ثقة بفضل السلف يعد كنز عظيم كان من أهم أسباب نجاح الكثيرين من رجال الأعمال في الخليج وسيكون من أهم أسباب النجاح الاقتصادي لدولتنا المزمعة فيما لو وضع هذا الاهتمام في إطار إداري مؤسسي يعمل على متابعة هذه العلاقات ويؤسسها على قواعد علمية حديثة ويتولى عملية الرقابة على أطراف هذه العلاقة من أجل الحفاظ على هذا الكنز من بعض الأنانيات التي قد تسيء له ..

ولعلي أحيل السيد القارئ إلى مقالة الأستاذ نجيب الزامل بعنوان (الحضارمُ.. أساتذتي الكبار ) فقد التقط الكاتب لمن وصفهم بأساتذته صورة رائعة وأنزلهم مكانة مرموقة حري بنا كجيل حضرمي مسئول أن نعمل جاهدين للحفاظ على هذا الموروث ..

الهدف السابع

ترميم وإعادة بناء البنية التحتية والخدمية بالكامل من مطارات وموانئ وطرقات وكهرباء واتصالات .. بما يتوافق مع المعايير العالمية .. وإيجاد آلية لاستمرار تطوير هذه المنشئات من تمويلها الذاتي .

وان كانت محافظة حضرموت الحالية بمساحتها ومقوماتها وثرواتها ورسوخ حضارة شعبها أشبه ما تكون بدولة في داخل دولة فان المواطن اليمني القادم من خارجها إليها يشعر بوجود حواجز وحدود تفصل هذه البلاد المترامية الأطراف وذات التنوع الجيولوجي عن محيطه اليمني رغم انه لا وجود لهذه الحدود !

خلال زيارتي الأخيرة لمدينة المكلا فوجئت بأنني أقف أمام عاصمة سياسية واقتصادية عظيمة وحتما سيكون لها مستقبل باهر في قابل الأيام إن هي ربطت بالمحيط الدولي والعربي بخطوط جوية وبحرية وبرية وبيئة اقتصادية حرة تعتمد رأس المال وحرية تدفق النشاطات التجارية من خلال تلك المنافذ والخطوط ..

إلا أن ما يجعلك تتأكد إنها ليست دولة مستقلة هي ما يمارس ضدها من عزل سياسي واقتصادي متعمد عن المحيط الدولي فالنظام اليمني سواء المخلوع أو الذي سيخلع بعد سنتين وتسعين يوم كان وسيضل مصمما على حرمان حضرموت من أشياء مهمة وحساسة مثل النشاط الجوي من خلال المطار الذي لا يستقبل حاليا أكثر من رحلة واحدة يوميا رغم الحاجة المستمرة والمتزايدة , والميناء البحري , والمنفذ البري الذي لا يعطي انطباع عن حضرميته للزائر ..

ومن خلال هذه التفاصيل بالذات يصر النظام اليمني على موقفه لإضفاء سيادته وإيهام نفسه بان هذه البلاد تنتمي للجمهورية اليمنية فلم يقبل النظام بحضرمة وظائف المنفذ ولا باعتماد الميناء كنقطة انطلاق واستقبال للمحروقات والسلع ولا بتوسعة وفتح النشاطات الجوية من خلال مطار الريان وربطه بمحطات دولية هامة في رحلات يومية المحافظة بأمس الحاجة لها .. فالفلسفة السياسية اليمنية تقول ( لا بد من صنعاء وان طال أو ( قصر ) السفر )
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas