حضرموت"عصابات سرقة تنشط في مدينة المكلا في وضح النهار دون أن تطالها يد الأمن وتحاصرها إرادة المجتمع

[حد من الوادي]

عصابات سرقة تنشط في مدينة المكلا في وضح النهار دون أن تطالها يد الأمن وتحاصرها إرادة المجتمع

10/1/2011 المكلا اليوم / طلال باحيدرة

ظهرت في الاونه الأخيرة عصابة في حي الحارة تقوم بسرقة كابلات قناديل الشوارع وسرقة البترول من الدرجات النارية والقفز على بعض البيوت الخالية من السكان وهذا العمل يعد الأخطر من نوعه في هذا الحي.

وتبرز مؤشرات خطيرة في مقدرة هذه العصابات على اختيار ضحاياها بعناية فائقة في ظل تقاعس الأجهزة الأمنية عن أداء مهامها، ووجود ثغرات وحلقات فراغ في بنيتها التنظيمية، والسلبية المفرطة في المجتمع المحلي الذي غض الطرف عن بعض الأسماء التي يعتقد أنها ضمن أعضاء العصابات التي تجرأت على تنفيذ عملياتها في وضح النهار دون أن يعترض طريقهم أحد أو يوقفهم عند حدهم.

أحدث عمليات السرقة شهدتها شقة في عمارة بجوار مسجد الشهداء بديس المكلا غادرها ساكنيها عصر أمس الجمعة للتنزه، ولكنهم صدموا بعد عودتهم بأبواب منزلهم مكسورة وأدواتهم مبعثرة، وما هي إلا لحظات قليلة حتى أدركوا أن ذهبهم ونقودهم قد تم سرقتها بالكامل ولم تبقي لهم العصابة شيء ذي قيمة مادية، وتوجهت أصابع الاتهام في السرقات الأخيرة إلى مجاميع من الشلل العاطلة عن العمل، والذين تعودوا على تعاطي القات والحشيش رغم عدم وجود مصدر دخل يؤمن لهم تغطية تكاليف جلساتهم الشيطانية.

ويتحدث البعض عن عصابات نسائية احترفت السرقة بمهارة فائقة، تنشط في العرسات والحفلات والتجمعات المزدحمة، وتمارس أصناف من النصب والاحتيال أسوة بالرجال والشباب حثالة المجتمع الذين لا يسرقون مع أجل لقمة العيش وسد رمق أسرهم، وإنما استجابة لغرائزهم ومنها الإدمان على القات والحشيش وشرب الكحول.

ومن الملاحظ أن نوبات الحراسة الليلية التي نظمت في الشهور الماضية قد ساهمت في الحد من هذه العمليات، وأدى غيابها لتشجيع العصابات على التفنن في السرقات التي باتت تتطلب وقفه جادة من الجميع لصيانة ممتلكات العامة وعدم تدهور الحالة الأمنية في عاصمة المحافظة لمستوى يتيح لهذه العصابات فرصة التمادي في غيها والتعدي على حرماتنا بوجه سافر وشنيع، وهنا يأتي دور أئمة المساجد وعقال الحارات والشخصيات الاجتماعية في توعية الناس وإقناعهم بضرورة التخلي عن الخوف والسلبية المفرطة ومواجهة الأخطار التي تحدق بهم دون أن يعولوا على السلطات المحلية والأجهزة الأمنية التي انكفأت على نفسها وبقت أسيرة إخفاقاتها المريعة خلال الفترة الماضية.