![]() |
#1 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
اخوتي الكرام
تحت العنوان أعلاه طرح سامي محمد بن شيخان في مقالة له ( قبل سنين أربع ) في صحيفة الثقافية اليمنية مقارنة بين شعراء الأمس واليوم .. وذكر فيها أن العديد من المهتمين ومتذوقي الشعر الشعبي في حضرموت يتبارون بعقد المقارنات بين شعراء الأمس من الآباء ونتاجات الأبناء من شباب اليوم وأردف قائلا : وكثيرا ما نسمع الأحاديث التي تحمل في أغلبها هجوما على الشباب ونتاجهم الشعبي خاصة في مدارة رقصة الشبواني ذائعة الشهرة في حضرموت بمساجلاتها الإرتجالية . قال : يقسو البعض بإصدار أحكامه القطعية بقوله : راحوا الشعراء وما باقي إلا الكوس بن عم الرياح .... وأبدى بن شيخان عدم توافقه ومخالفته لمن يذهبون ذلك المذهب وأقر في الوقت نفسه بحتمية التغيير وبعدم نكرانه أن القديم يظل مترسخا في الذاكرة بكل جمالياته وهو الأساس الذي ننطلق منه وهو المأوى الذي نلجا إليه . المجتمعات بكل مكوناتها ( والقول هنا لبن شيخان ) منذ القدم في حالة من التحول السريع وتنتقل بقفزات واسعة من نمط إلى آخر يصعب كثيرا السيطرة على مجرياته وتأثيراته المختلفة التي تلقي بضلالها على كل مظاهر الحياة ، والشعر بصفته مظهر هام من مظاهر الحياة الثقافية قد طاله التغيير في أساسياته وصوره وموضوعاته وفنونه الإبداعية المختلفة كما طال غيره من مكونات البناء الإجتماعي ولا يستطيع أحد أن كثيرا من مفرداتنا الشعبية انقرضت والبعض منها قلّ استعماله وانحسر تداوله بحكم الإتصال الثقافي والتطور الحضاري وكذلك هي الصور الجمالية وموضوعات الشعر ....... وفي محاولة منه لإثبات ما ينفي وجوده أو إنحسارة بمعنى أدق وكأني به يريد ايصال الفكرة ونقيضها إلى أذهاننا ونفي قانون التطور الذي سلّم به واعتبره نتاجا للإتصال الثقافي والتطور الحضاري وثورة المعلومات يشير بن شيخان في جولة كر وفر جديدة إلى انه رغم تغير الظروف بين الشعر قديما وحديثا يظل الأبناء يحافظون على شكل القصيدة الشعبية القديمة ويسيرون في قولهم للقصيد على نهج من سبقوهم من الآباء من الإستهلالة حتى الختام بل وقد نتلمس ذلك الإرتباط الدائم بكل ملامح الجمال القديمة في نتاجات البعض من شباب اليوم برغم ذلك التغيير . أورد دليلا يدلل به على أن أبناء اليوم هم إمتداد لرجال الأمس ، وأتى دليله ( للأسف ) بصورة إنتقائية مما يتنافى مع ما يسمى بالفحص العشوائي للوصول إلى نتيجة تبين ماهية جودة الصنف المفحوص بموجب عينات متعددة ... ووضع مقارنة ( كمثال ) بين الشاعر الحضرمي الشهير أبو سراجين والشاعر الشاب فؤآد أحمد بلحمر ... ورغم مآخذنا على المقارنة لإنتقائيتها مما لا يرتقي بها لمستوى المبحث الثابت على عدم وجود المتغير فسنورد ما قاله بوسراجين والشاعر الشاب فؤآد بلحمر وخلاصة رأي بن شيخان ومقارناته ، وستكون لنا تعليقات على ما استخلصه منها ، وفيما إذا كان إستخلاصه للنتائج يمثل الواقع الفعلي للشعر الشعبي في حضرموت راهنا وعدم تأثره بالموجات المتلاحقة للحضارة المعاصرة الزاحفة والتداخل بين أبناء الشعب اليمني كنتاج للوحدة اليمنية التي أثرت في الأقلية من أبناء المحافظات الجنوبية دون استثناء وهجّنت تقالديهم وعاداتهم وستخل بها حتما في المستقبل المنظور . تاليا نموذج قصيدة من قصائد بوسراجين في مدارة الشبواني :
ابدي بواحد مطّلع بالظاهره والباطنه = ومطّلع بالحال يامعبود تجبر كل حال بامرك تقوم الخلق لي وسط القبور المدفنه = والطف بنا في الحشر واجعل لي في الجنه حلال صلوا على طه النبي لي هو نزل بالبينه = ياسعد من صلى على طه النبي مولى بلال والآل والأصحاب لي غلبوا الجيوش المدحنه = وجاهدوا بوجهل وأصحابه خبيثين العمال سلام عاجاويد لي عزموا ووصلوا لاهنا = في جبر بوطارق ولا تعز الرجال إلا الرجال غن يالمغني خل صوتك يستمع للمعينه = ومن تعب ولا ظمي يشرب كرع صافي زلال ذا فصل والثاني قد صكوا بواب المصبنه = وعطّلوها بالعمد وسعيد راضي بالعطال حتى عيال البدو ظلوا في الملاوي مكمنه = مساهنين القافلة تعبر وبايغيروا عالجمال ذلك هو شكل القصيدة الشعبية في زمن الآباء ممثلا في ما قاله أحد رواد الشعر الشعبي في بلادنا ( بوسراجين ) حيث اعتاد الشعراء على أن يستهلوا قصائدهم بالشكر والثناء على المولى ثم الصلاة على النبي والتحية والترحيب وطرح الموضوع أو القضية أو الحدث المراد تناوله والتساجل حوله ، ويسمى محليا الفصل بقولهم ( ذا فصل ) أو ( ذا خرج فصل والثاني ) الخ ...... وكما سبق لنا القول من حيث المقارنة بين جيل الأمس واليوم تناول بن شيخان شيئا مما قاله الشاعر الشاب فؤآد أحمد بلحمر وطلب من القارىء متابعة الإرتباط وتزكية استنتاجاته : يقول بلحمر :
يامن إليك المبتدأ والمنتهى في كل شي = الأمر والتصريف لك والحمد والشكر الجزيل تعلم بذي في الكون ولي تحصي الذي ما ينحصي = وكل شي زايل وملكك دام لي ما بايزيل يارب أنا سالك إذا زلّيت تغفر زلّتي = عسى بحسن الخاتمعه يارب والعمر الطويل صلوا على من خصّه الرحمن عاطه النبي = بخيل لي هو ما يصلي عالنبي والله بخيل والآل والأصحاب من حط في حماهم يحتمي = رجال لي قاموا إلى الإسلام جيلا بعد جيل سلام لك ياصاحب الجودات يالقرش الندي = مابانتوّل فيك ياللي معدنك معدن أصيل غن صانك الله يالمغني هت خبر من صاحبي = لي هو سكن في داخل الصفراء وحيطان السحيل ياشال أخضر مصنعة بوجي حريرك قرمزي = ذلا الدلل داخل عدن باعوك في السوق الطويل ** ياكسوتي من زام بصعر نتقنك أول بطي = اللون واحد لا غسلته ما نقض بعد الغسيل والأصل يبقى أصل دايم والوفي يبقى وفي = أما الصبايغ تنتقض بالماء ويبقى النيل نيل بوضع المقارنة بين القصيدتين يصل بن شيخان ( وهذا استنتاجه وليس ملزما لأحد ) إلى نتيجة مفادها : أن شعر الشاب فؤآد بلحمر لا يختلف عن ذلك الذي كان في زمن بوسراجين ( الأب ) فالفكرة هي ذاتها ، والشكل هو نفسه شكل القصيدة القديمة وحتى الصورة التي استخدمها الشاب فؤآد تكاد تكون نفس الصورة حين اعتمد على استخدام بعض ملامح الجمال القديمة في قصيدته رغم قلة استخدام مفرداتها وانقراض البعض كقوله : ( ما بانتوّل فيك ) وهي لفظة حضرمية دارجة قل استخدامها في هذه الأيام وتعني لن أتخلي عنك أو أتركك (1) وكذا استخدامه ( الصبايغ ) ومفردة صبيغة هي نوع من الملابس التي كان يستخدمها سكان حضرموت قديما وقلّ استخدامها اليوم وأيضا ( النيل ) وهو لون أزرق داكن يستخدم في صباغة الملابس ، والمفردات السابقة كانت تستخدم قديما بكثرة وندر تداولها في زماننا هذا مما يعني أن شعراء اليوم أغلبهم لم يخرجوا من عباءة من سبقوهم رغم مد التطوّر الذي تشهده الحالة الثقافية والإجتماعية .... هناك إضافات أخرى لبن شيخان سأتناولها لاحقا .... ولو تابع ( بن شيخان ) ما يدرجه الشعراء المعاصرون من أبناء حضرموت في سقيفة الشبامي خاصة وبقية المنتديات الحضرمية في سماء الشبكة لأكتشف أمورا كثيرة من ابرزها تاثر ابناءنا بلهجة المحيط المجاور ( من ولد منهم في المهجر ومن لم يولد ) والتخلي عن مفردات كثيرة ضمن اللهجة وعدم الإلتزام بالنسق المتبع في نظم القصيدة الشعبية ... فهل يرى معي حلان السقيفة أن بن شيخان قد أثبت أن جيل اليوم هم إمتداد لجيل الأمس فعلا من خلال وضعه لمقارنة بين بوسراجين والشاب فؤآد بلحمر .. وهل تكفي تلك المقارنة منفردة للخروج بنتيجة دون وضع اعتبار يذكر لإختلاف بيئة اليوم عن الأمس وتغير نمط الحياة ووفود جحافل من خارج البيئة الحضرمية كمستوطنين غلبت بعض تقاليدهم على التقليد العام بحضرموت وأثرت فيه وفي لهجته المحلية ومجمل تقاليده العامة ... أنا عن نفسي لا أعتبر المقارنة صحيحة والتغير أمر غير منكور وأقر به بن شيخان في بداية طرحه ومن ثم نفاه .... فما رأي الأخوة ؟ رايكم يهمني كثيرا . سلام . ![]() ** سوق الطويل : سوق رئيسي في عدن (1) أخطأ بن شيخان في اعطاء تفسير دقيق لمفردة ما بنتوّل وهي لا تعني لن نتخلى عنك وتعني لن نذمّك . |
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 07-23-2007 الساعة 02:28 AM |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عشرة عوامل تؤثر بشكل مباشر على سعر الدولار و أسعار العملات الأخرى | عصمت عبده | سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع | 1 | 08-25-2012 02:28 AM |
الجنوب العربي"عدن : أنباء عن رفع سعر الديزل خلال الأيام القادمة قد تصل إلى 200 بالمائة | حد من الوادي | سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع | 1 | 12-02-2011 04:34 AM |
لمحات حول شعر المحضار الفصيح | عمر خريص | سقيفة عذب القوافي | 19 | 09-16-2011 11:19 AM |
صنعاء ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 250 ريالا وارتفاعات متفاوتة في أسعار السلع الاستهلاك | حد من الوادي | سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع | 2 | 05-06-2011 07:52 PM |
صنعاء" سعر الغاز للمواطن يعادل 8 أضعاف الغاز المصدر | حد من الوادي | سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع | 0 | 10-31-2010 12:54 AM |
|