![]() |
#1 |
حال قيادي
![]() ![]()
|
![]()
قبل وفاته بأكثر من اسبوع تقريبا أي مساء العاشر من نوفمبر2007م كنا قد تجاذبنا خيوط من حديث التواصل الهاتقي مع الفنان الراحل المقتدر جوهرة الطرب الحضرمي الفنان احمد يسلم زبير الملقب بدوي حول الفرق بين لفظتي (يفرقز) و(يبرقص) ف المقطع الشعري الذي ادلى به شاعر الدان الراحل حداد بن حسن الكاف في المساجله السياسيه التي دارت رحاها في وادي حضرموت بين شعراء مفوهين ارادوا التعبير عن آ رائهم حول رفض القبائل بعض اجراءات السلطان الكثيري والشعراء هم : حداد الكاف وسليمان بن عون وعائض بلوعل وعبدالقادر العيدروس وعبدالله التوي وهي المساجله التي تحولت فيما بعد الى اغنيه دان جميله من مقام الحجاز بعد اقتناء الفنانين مايناسبهم من مقاطع شعريه عاطفيه او ذات غلاف عاطفي لايعتمد على الرمز المباشر
قال حداد الكاف في تلك المساجله =المحبه بغت واحد جري =يعصر الماء ولو هو مااعتصر =انه الا مثيلي يستحي =بايتمي يبرقص بالعيون وعندما تناولنا مع الفنان بدوي اللفظتين الواردتين على ألسنة الفنانين بالتناوب (يبرقص) و( يفرقز ) في بيت حداد الكاف الشعري آ نف الذكر تردد ابوصالح قليلا ثم قال: ((نحن نقول يفرقز ونقول ايضا يبرقص ثم اردف قائلا لكن الظاهر ان البرقصه اقرب الى تصوير حالة الحياء عند المستحي .. بس حتى الفزعان والمربوش ساعات نشوفه مفرقز وكأنه يفزعك وهو الا مربوش ومزرزر في خلاه)) انها الثقافه الفطريه لدى فناننا الراحل الكبير احمد يسلم زبير بمجموع مااستقاه من دراسه شعبيه اسلاميه معتقه وماأذخره في نفسه وبين جنبات روحه وعقله من قيم ومعلومات من محيط بيئته الحضرميه الخالصه في شبام العاليه التي ولد فيها عام 1950 ودرس فيها الابتدائيه والمتوسطه فضلا عن موهبته وذكاه الحاد وقد ورث عن بيئته الحضرميه حياه نزاعه الى الاهتمام بأعماق الاشياء دون القشور ان قضية الاحساس عندالفنان بدوي زبير رحمه الله قضيه رئيسيه لايمكن التفريط فيها وهو وفقا لها يلتقي بأصدقائه في كل المناطق اينما تتجه به حواسه المرهفه لاقتفاء الوجدان الأوعى والرفيق الفاهم في عموم مناطق حضرموت ساحلها وواديها الذين يناقش معهم شجون الألفاظ الشعريه وضبط الالحان القديمه وهم الاصدقاء الذين ظلوا يحفظون عهود صديقهم الراحل الى الرفيق الاعلى في يوم السبت الموافق 18نوفمبر2007م وهم يتحسرون على غياب من يدانيه في الاهتمام بأصول كلمات الاغنيات وألحانها وعندما نعود الى الفاررق اللفظي والمعنوي بين الفعلين المضارعين (يفرقز)و(يبرقص)نجد ان عين العاشق تكون في وضعيه اهداء وهي تؤدي البرقصه حيث ارتبطت البرقصه لدى عامه الناس بالخجل والمسكنه والانكسار عندما تصدر عن عين صاحبهامن غير مرض فيها بينما ارتبطت الفرقزه بالتخويف والتهديد والاضطراب الزائد عن الحد وهي جميعها تدل على حاله غير معتاده في دواخل المصاب بها. وحين بحثنا في قواميس اللغه العربيه لم نجد ذكرا لاي لفظ منهما ويبدو أن بنا حاجه الى دراسة الفروق اللفظيه في لهجات العرب العاربه والمستعربه. حتى نتأكد من أن القواميس ومعاجم اللغه العربيه قد تخلت عن أداء دورها في جمع كل ما يعيننا من لهجات في كل المناطق بل اننا نفتقد الى دراسات فعليه تخص تاريخ هذه البلاد(حضرموت)منذ ماقبل الاسلام لنتأكد من روعة المزايا في مسميات الاشياء والقرى القديمه وماابتدعه الاجداد من فنون متنوعه ومقامات موسيقيه بحسب أنغام الموروث الغنائي الجماعي والفردي والبحث عن اسباب تلك المسيمات ولعلنا في هذا السياق نستشعر المعنى الكامن في مفرده (ضيومي ) التي جاء ذكرها في هذه الاغنيه بحسب ماوردت في المقطع الشعري الخاص بها حيث قال الشاعر عايض بلوعل في المساجله المذكوره =ياعذابش وانا يامحنتي =من هوى الغيد حالي كالوتر =ياضيومي لمن بانشتكي =ينهي الظلم شوهم يظلمون ان الضيوم لفظه فصيحه وهي جنب ضيم والضيم هو الظلم والقهر جاء في المنجد :ضامه ضيما:قهره قهرا . واستضامه حقه بمعنى انتقصه اياه اما الضامه فهي الحاجه وقد تداول شعراء الاغنيه الحضارم مفردة الضيم والضيوم كثيرا ومن ذلك ماقاله الشاغر مستور حمادي =فصل في خاتم سواسه ضاع وتهيم =ياعاقلين الذهيبه ردو الهايم =مولاه صيح ونادا =شوه يتضيم عليه ضايع من العام =ذا فصل ضاعت حمامه =ياعاقلين الذهيبه ردواحلالي =في كل جنحه علامه =صيحتي اقلب مامخلوق لباك ![]() ![]() منقول عن مجلة آفاق التراث الشعبي التي تصدر عن اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين حضرموت للكاتب الفنان أنور الحوثري |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|