سرقة رفات النبي صلى الله عليه وسلم .

[الفارس]

( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
حاول الصليبيون في عهد نور الدين محمود سرقة رفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة ونقلها الى بلادهم ، ولكن الله كان مطلعا على مايدبرون فحال بينهم وبين تنفيذ جريمتهم البشعة تلك .


فقد روى السمهودي ان السلطان نور الدين كان يتهجد قبل نومه، وذات ليلة بينما كان نائما نوما عميقا اذ راى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير الى رجلين اشقرين ويقول : (( انجدني ، انقذني من هذين . فاستيقظ فزعا ثم توضأ وصلى ونام ، فرأى المنام بعينه فاستيقظ وصلى ونام ، فراه ايضا مرة ثالثة )) .

عند ئذ استيقظ وارسل في طلب وزيره جمال الدين الموصلي وقص عليه كل ماراى في نومه . فقال له الوزير : (( وماقعودك ، اخرج الان الى المدينة النبوية واكتم مارأيت )) فتجهز في بقية تلك الليلة وتجهز على عجل وخرج على رواحل خفيفة في عشرين نفرا صحبه الوزير جمال الدين ، وأخذ معه مالا كثيرا ووصل المدينة في ستة عشر يوما لأنه كان يسير بسرعة ليدرك المدينة قبل فوات الأوان .

وقبل وصوله المدينة اغتسل ثم دخلها ، وتوجه على الفور الى المسجد النبوي فصلى بالروضة ، وزار
قبر الرسول وصاحبيه ، وجلس لايعرف ماذا يفعل وقد اجتمع معظم اهل المدينة في المسجد لرؤيته فما كان من الوزير جمال الدين الا ان قال للحاضرين : (( ان السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وأحضر معه اموالا للصدقة ، فاكتبوا من عندكم فكتبوا أهل المدينة كلهم ، وأمر السلطان بحضورهم ، وكل من حضر ليأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها ( النبي صلى الله عليه وسلم ) له .


وكان السلطان ييأس من العثور على الرجلين اللذين استنجد به الرسول صلى الله عليه وسلم منهما ولكنه سأل أعيان المدينة . هل بقى أحد لم يأخذ من الصدقة ؟ فقالوا له : لا اللهم الا رجلين مغربيين غنيين ليسا في حاجة الى الصدقة بل انهما صالحان يكثران الصدقة على المحتاجين . فسر السلطان لذلك لأن الأمل في العثور عليهما مازال قائما . وطلب اليهم احضارهما . فجىء بهما وتاملهما فعرف أنهما الرجلان المعنيان فسألهما : من اين أنتما ؟ فقالا : من بلاد المغرب جئنا حاجين ، فاخترنا المجاورة في هذا العام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : أصدقائي ؟ فصمما على قولهما . عندئذ سأل عن منزلهما . فقيل له : انهما يقيمان في رباط قرب الحجرة النبوية الشريفة ، فقبض عليهما وسار الى الرباط ، فوجد لديهما مالا كثيرا ومصحفين وبعض الكتب ، ولم يجد شيئا اخر ،
وأثنى عليهما أهل المدينة وقالوا : (( انهما صائمان الدهر ، ملازمان الصلاة في الروضة الشريفة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة البقيع كل يوم بكرة ، وزيارة قباء كل سبت ، ولايردان سائلا قط ، بحيث سدا خلة أهل المدينة في هذا العام المجد ب .

فاستغرب السلطان من ذلك ولم يخبر احدا بما رأى ، ثم رفع حصيرا في الرباط وهاله مارأى ، فقد رأى سربا محفورا ينتهي قرب الحجرة الشريفة فانزعج الناس وارتاعوا لذلك ، فاستجوبهما السلطان وطلب منهما الافصاح عن حقيقة أمرهما .


وعندما امتنعا ضربهما ضربا مبرحا ، فاعترفا أنهما نصرانيان أرسلهما النصارى في زي الحجاج المغاربة بعد أن أمدوهما بأموال كثيرة ليستعينوا بها لاخفاء حقيقة أمرهما حتى يصلوا الى الروضة الشريفة لجمع رفات النبي صلى الله عليه وسلم ونقلها الى بلادهما فنزلا في أقرب رباط منها ، وحفرا ذلك السرب . فكانا يحفران ليلا ويضعان التراب في محافظ لهما على هيئة محافظ المغاربة ، ويذهبان في النهار لزيارة البقيع فيلقيان بالتراب بين القبور حتى اوشكا على الوصول الى الحجرة . فألقى القبض عليهما . عندئذ بكى السلطان بكاء مرا وأمر بضرب عنقيهما ، فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة مما يلي البقيع سنة 557 هجري / 1162ميلادي . وأمر بحفر خندق حول الحجرة حتى وصل الحفر الى الماء ، وأمر باحضار رصاص كثير مذاب صبه في الخندق ، وبذلك اصبح حول الحجرة سور عظيم من الرصاص .

وبذلك فشلت المحاولة التي قام بها النصارى وأمر السلطان نور الدين أن يبنى حول المدينة سور اخر غير السور القديم حفظ سكان المدينة من اعتداءات الأعراب المتكررة عليهم .


وفي الختام أرجو ان قد نال موضوعي اعجابكم ...........

[جمال العطاس]

سبق لي قراءة هذه القصة . وهي في عهد السلطان نور الدين ( زنكي ) !!
ولكن لي ملاحظات على اسلوب صياغة القصة ياأخ الفارس .

أولاً : لايليق بأي حال ولا يجوز القول أو نطق لفظ ( رفات ) على جسد النبي الطاهر الشريف صلى الله عليه وآله وسلم .
حيث أن الرفات هو ماتبقى من الجسد الذي نخر فيه الدود وأكلته الأرض . وأجساد الأنبياء قد حرم الله تعالى على الأرض أكلها وذلك بنص الحديث .. فأجساد الأنبياء لم ولن تكون ( رفاتاً ) !!!

ثانياً : لايجوز القول بأن النبي قال للسلطان في رؤية منامية ( أنجدني أو أنقذني ) فإنه صلى الله عليه وآله وسلم
ليس بحاجة لحماية من الخلق طالما خصه الله تبارك وتعالى بالحماية الربانية المتجلّية في قوله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة:67)

فعلينا أن نختار أحسن الألفاظ خصوصاً في الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . وذلك تشريفا لمقامه
المحمود !!

أشكرك أخي في هذا النقل الذي لم أعلم له نقلاً سوى من قراءة لم يشار إليها بسند .
ومحاولات الصليبيين واليهود للمساس بمقدسات الأمة ليست بالشئ الغريب !!

[الفارس]

شكرا اخي الحبيب على مرورك الميمون على موضوعي . وشكرا مرة اخرى على ملاحظاتك القيمه على ماجاء فيه . ولكن اخي الحبيب هذا نقلته نصا من كتاب . ( اليمن والحجاز في العهد الايوبي ).

وفي الختام اشكرك ايها المعلم الاول في السقيفه الشباميه الحبيب جمال حفظك الله .

اخوك الفارس

[ابن سيؤن]

[moveo=down] شكرا جزيلا اخي الفارس على المشاركه التاريخيه القيمه [/moveo]

[ام رناد]

جزاك الله خير

[جمال العطاس]

بارك الله فيك وفي مجهوداتك أخي الحبيب الفارس !!
إعلم ياسيدي بأن ليس كل كتاب يحتوي على (عِلم ) !
فهناك من يكتب بغير علم . أو بعلمٍ ضار لانفع فيه له ولا لغيره .
ولذلك ورد في الدعاء المعروف مايلي :
اللهم إني أعوذُ بك من قلبٍ لايخشع . ومن عينٍ لاتدمع .
ومن علمٍ لاينفع !!
مثل ذلك العلم الذي لاينفع .
تسلم يالفارس ولاتحرمنا مشاركاتك !!